ملف خاص من "النهار": "أين روسيا من الشرق الأوسط الجديد؟"
اتسمت العلاقة بين روسيا ودول الشرق الأوسط وشمال أفريقيا بمدّ وجزر. ففي أيام الاتحاد السوفياتي، نسجت موسكو علاقات وطيدة مع دول عربية عدة، دارت في الفلك الاشتراكي، أو استعانت بالسند الروسي في الصراعات الإقليمية، وخصوصاً في الصراع العربي - الإسرائيلي.
بعد البيريسترويكا، وانهيار المنظومة السوفياتية، تراجع الزخم في هذه العلاقات، خصوصاً في عهد الرئيس الروسي الراحل بوريس يلتسين، لتعود مزدهرةً مع الرئيس الحالي فلاديمير بوتين، الذي يحاول حشد الأصدقاء ليعيد العالم إلى نظام متعدد الأقطاب.
في ملف بعنوان "أين روسيا من الشرق الأوسط الجديد؟"، تبحث "النهار" في جوانب العلاقات الروسية – الشرق أوسطية، في زمن يتسم قليلاً بالتراجع الروسي مقابل التقدم الأميركي، خصوصاً بعد خسارة بوتين حليفه السوري الأقرب، وبعد نجاح واشنطن في وقف الحرب في غزة، بمؤتمر في شرم الشيخ... بلا روسيا.

إليكم أبرز مواد الملف:
1- سمير التقي: هل تراجع روسيا استراتيجتها في الشرق الأوسط؟
في العقد الماضي، وإثر "الربيع العربي"، وبعد فشل المقاربتين الأميركية والأوروبية في إدارة الوضع الإقليمي، فَوَّض الغربُ روسيا أمرَ ضبطِ توازنِ الإقليم بالانطلاق، سواءً عبر صفقاتها مع تركيا أو سوريا أو حتى مع إسرائيل، واستخدمت روسيا المنصّة السورية لتقوم بذلك الاستخدام الفظّ والكاسح للقوة ضد المدنيين، مقابل أن تلتزم روسيا تقسيم العمل المتفق عليه في اتفاقيات "سوتشي" و"القدس"، وبإشرافٍ أميركي وثيق.

2- جابر الشعيبي: الخليج وروسيا: واقعية الشراكة بلا انحياز
حين تتقاطع الجغرافيا بالمصالح، وتتحوّل السياسة إلى فنّ إدارة التوازنات بين القوى، تجد دول الخليج العربي نفسها في موقعٍ فريد من المشهد الدولي؛ موقعٍ يتيح لها بناء شراكات متعدّدة من دون أن تنجرّ إلى محاور الصراع. فالعالم اليوم لم يعد محكوماً بثنائية الشرق والغرب، بل بتعدد الأقطاب، حيث تصعد روسيا مجددًا لاعبًا رئيسيًا في الشرق الأوسط، بينما تُعيد دول الخليج توازن علاقاتها معها وفق رؤية أكثر واقعية ونضجًا.

3- باسل العريضي: زاسبكين لـ"النهار": حلّ النزاعات أو الانزلاق إلى الحرب النووية... وتغييرات الشرق الأوسط لم تؤثر على الدور الروسيّ
انطلاقاً من حرب غزة، شهد الشرق الأوسط متغيرات جيوسياسية ضخمة، أبرزها سقوط نظام بشار الأسد، حليف روسيا الأقرب، وتراجع النفوذ الإيراني. وفي إطار البحث في تداعيات هذه المسائل، يقول الدبلوماسي الروسي المخضرم ألكسندر زاسبكين إن التضامن مع روسيا يتجاوب ومصالح المجتمع الدولي، "فهذا التضامن يخدم هدف استبعاد الحرب العالمية الثالثة، ويفتح طريقاً أمام الانفراج العالمي"، بما في ذلك تسوية النزاع العربي الإسرائيلي.

4- من طهران، أمير دبيرى مهر: إيران – روسيا: من التهديد الأحادي إلى التعاون المتبادل
إن أردنا تحليل تاريخ علاقات إيران وروسيا في الـ 500 عام الأخيرة وتقويمها، يمكننا تصنيف هذا التاريخ المليء بالصعود والهبوط في ثلاث حقبات رئيسية: الحقبة الأولى: علاقة إيران بروسيا في عصر القياصرة (نحو 400 عام): في عهد الدولة الصفوية في إيران، كانت العلاقات مع روسيا قائمة على المنافسة، لكنها تحوّلت في عهد القاجاريين إلى تهديد أحاديّ من جانب روسيا القيصرية.

5- يوسف مرتضى، كاتب سياسي لبناني متخصّص بالشؤون الروسية: ما موقع لبنان في استراتيجية روسيا الشرق أوسطية؟
يحتل الشرق الأوسط أهمية كبيرة في استراتجية روسيا الجيوسياسية والأمنية والسياسية والثقافية والاقتصادية. وتقوم هذه الاستراتيجة على خلق أطر تعاون في المجالات المختلفة مع بلدان هذه المنطقة، انطلاقاً من التأكيد على احترام سيادة الدول، وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. ويقع لبنان ضمن هذا الحيّز من الاهتمام.

6- عبدالله سليمان علي: أسرار الزيارة التي فتحت ملف العلاقات السورية الروسية
توّجت زيارةُ الرئيس السوري أحمد الشرع موسكو الأسبوعَ الماضي ولقاؤه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساراً من الاتصالات واللقاءات التي بدأت بعد سقوط نظام بشار الأسد بوقتٍ قصير. وكان الشرع كشف سابقًا عن تنسيقٍ مع الروس خلال معركة "ردع العدوان"، فيما أكّد وزيرُ الخارجية أسعد الشيباني حصولَ اجتماعاتٍ واتصالاتٍ قبل يومين فقط من فرار الأسد، ما أعاد "سرديةَ الصفقة" إلى الواجهة هذه المرّة بقرائنٍ أقربَ إلى التأكيد.

7- محمد حسين أبو الحسن: علاقة قوية لا يرتاح إليها الغرب: مصر وروسيا وبينهما أميركا!
تتسم العلاقات بين مصر وروسيا بـ"طبيعة استراتيجية"، إذ تنظر القاهرة إلى موسكو بصفتها حليفاً قوياً، بينما تعتبر موسكو القاهرة "مركزاً مهماً لصناعة القرار" في محيطها الإقليمي. مع ذلك، تتفاوت قوة هذه العلاقات، صعوداً وهبوطاً، من عهد إلى عهد، بين مد وجزر، لكنها تتقدم للأمام.

8- جورج عيسى: "لم يعد اللاعبون الكبار في المنطقة ينظرون إلى موسكو"
كان الموقف "محرجاً". هذا هو على الأقل توصيف تقارير غربية لمبادرة موسكو إلى تأجيل/إلغاء القمة الروسية-العربية التي تم الإعداد لها طوال أشهر. فبدلاً من تدفق القادة العرب إلى روسيا وإظهار أنها تخطت عزلتها الدولية بعد حرب أوكرانيا، كانت وجهتهم شرم الشيخ، حيث تم التوقيع على "اتفاق غزة" برعاية واشنطن، المنافس الأزلي لموسكو.

9- عبدالرحمن أياس: العلاقات العربيّة – الروسيّة: الاقتصاد بنكهة السّياسة
تتخذ العلاقات الاقتصادية العربية الروسية طابعاً يتجاوز المصالح الاقتصادية البحتة، ليغدو أداة سياسية وجيوسياسية تُستخدَم لتعزيز النفوذ الإقليمي والدولي لكل طرف. روسيا التي تسعى إلى كسر طوق العزلة الغربية المفروضة عليها منذ اندلاع أزماتها مع الولايات المتحدة وأوروبا، وجدت في العالم العربي شريكاً استراتيجياً قادراً على مساعدتها في تنويع أسواقها وتوسيع حضورها الدولي، بينما تنظر الدول العربية إلى روسيا كبديلٍ أو موازنٍ للهيمنة الغربية، وكرافعةٍ تمنحها مساحة أوسع للمناورة في علاقاتها الدولية، ولا سيما في مجالي الطاقة والدفاع.

نبض