الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

رفيق الحريري: في ذكرى غياب ساطع الحضور

Bookmark
رفيق الحريري: في ذكرى غياب ساطع الحضور
رفيق الحريري: في ذكرى غياب ساطع الحضور
A+ A-
تحتار كيف لك أن تقارب رجلاً من وزن رفيق الحريري، وهو الذي ملأ الدنيا في حياته وشغل العالم منذ جريمة استشهاده، ولا يزال ماثلاً شامخاً بما حققه وأضافه لبلده الصغير ولوطنه العربي الكبير، إذ ليس أمراً بسيطاً أن يحظى بعضوية الانتساب إلى نادي الكبار في العالم، مع أنه ورث معضلات وتركة ثقيلة تئن منها الجبال، لكن عزيمته، وقُلْ قَدًره، كان أن ينهض بما نُذر له من مهام في كل منتدى ومحفل وميدان.كان رفيق الحريري وطنياً وعروبياً وعالمياً في الوقت نفسه، نبعت وطنيته من نشأته ومما عاناه وطنه، وآخر مشهد من مشاهده كان تحوله ساحة لتصفية الحسابات وتوجيه الرسائل. كانوا يقولون عن لبنان إنه صندوق بريد بين قوى الصراع الاقليمية والدولية، ولم تكن تلك الرسائل سوى حروب كبيرة وصغيرة، وكانالدمار ماثلاً على كل صعيد، في الحجر والبشر معاً. لم تكن المدن المدمّاة بالاجتياح الصهيوني والحروب الأهلية سوى تظهير لجراح وانكسارات في النفوس، ويأس من إمكان النهوض والقيامة. لذلك توزع اللبنانيون على المنافي والمغتربات، وانكفأوا عن تفاعلهم إلى محابس كانتوناتهم الطائفية.كان على رفيق الحريري أن يلأم الجراح جميعاً، ولم يكن يملك عصا سحرية . عصاه السحرية كانت إرادته الصلبة. لذا قرر أن يضيف حضوره السياسي والاقتصادي إلى وزن وطنه المثخن، ويبدأ من نقطة الصفر، الصفر وما دونه تماماً وليس تقريباً .لربما هذا هو سره وسحره في الوقت ذاته. أن يصنع من اليأس أملاً ومن الخراب...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم