ماذا يعني مشروع الدولة في لبنان؟

يتكرر في السرديّات والأدبيات اللبنانية الحديث عن "مشروع الدولة".بدأ "الحلم الشهابي" في التاريخ الحديث عبور جسر المشروع قبل أن تفكك عوامل داخلية وخارجية مداميك رحلة العبور هذه الى الدولة. وبعد انتهاء الحرب الأهلية، خُيّل أن دستور الطائف قادرٌ على تحويل الانهيار قيامة. واذا كان تعريف الدولة يبدأ من وجود شعب وأرض ومجالين بري وبحري ومؤسسات، فان انتظام الحكم وتطبيق الدستور يصنعان الكل الذي يؤكد وجود دولة من عدمه في رأي فقهاء. وعليه، ماذا يعني "مشروع الدولة" في لبنان؟ وهل هناك دولة قائمة أم لا؟محطات انفجارثمة مفاهيم خاطئة تترسخ حين يُعتقد أن الدولة في مكان والشعب في مكان آخر. لذا وجبَ التعريف بأن الدولة ليست السلطة، والأخيرة جزءٌ من ادارة الدولة، كما أن الجمهورية شيءٌ ورئيسها "شيءٌ" آخر. الكلّ هو الدولة. يختارُ رئيس مجلس النواب السابق حسين الحسيني الانطلاق من التعريف السالف ويعودُ الى العوامل المؤسسة للكيان اللبناني. يضيء على الشرعية الدستورية الدولية، وعلى الهوية الوطنية التي حسمتْ أن الكيان نهائي وأنه لكل أهله وذو وجه عربي، وعلى نظام الحكم بالتباساته التي كانت مطية للعرقلة. يتوقفُ عند ثغرات التكوين. وفي أساسِها أيضاً الابهام في مسألة التربية الوطنية الواحدة لكل اللبنانيين، فـ"منذ العام 1926 وما قبله، كل مدرسة كانت وزارة تربية قائمة بذاتها"، على حد تعبيره.شهدَ التاريخ محطات انفجار متتالية. منها ما أنتجَ المتصرفية. وبعدها تركَ الانتداب بصماته على مشروع الكيان، حتى اذا ما جاء استحقاق الاستقلال، بدأت محاولات ترجمة وجود دولة. ويرى الحسيني...