الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تونس... من البوعزيزي إلى اليحياوي

المصدر: "أ ف ب"
تونس... من البوعزيزي إلى اليحياوي
تونس... من البوعزيزي إلى اليحياوي
A+ A-

شقّ مناخ الخوف من حصول انفجار اجتماعي طريقه في #تونس ، في ظل استمرار الاحتجاجات الخميس في منطقة القصرين حيث ما زالت المعاناة من البطالة والفقر قائمة بعد مرور خمس سنوات على الانتفاضة الشعبية. واندلعت الأحداث إثر وفاة أحد العاطلين عن العمل رضا اليحياوي (28 عاما) السبت في ولاية القصرين (وسط)، بصعقة كهربائية بعد تسلق عمود قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام. إلاّ ان الأحداث الدرامية وأعمال العنف التي تلتها، ليست جديدة على تونس.



 


غياب المساواة المناطقية


وصباح اليوم، تجدّدت الاحتجاجات أمام مقر الوالي في القصرين حيث احتشد أكثر من ألف شخص. ووسط حضور أمني كثيف، سعت غالبية المحتجّين للحصول على معلومات حول سلسلة التدابير التي أعلن عنها المتحدّث باسم الحكومة خالد شوكت الاربعاء لولاية القصرين، وبينها توظيف خمسة الاف عاطل عن العمل ورصد 135 مليون دينار (60 مليون أورو) لبناء الف وحدة سكنية.


ويقول حسام الرحيلي (24 عاما) "نحن متواجدون هنا منذ السايعة صباحاً، لكن أحداً من المسؤولين لم يخرج للحديث معنا حتى الآن. هذه وعود فارغة".
من جهتهما، قال محمد وزوجته "نحن مستعدون للعمل في مواقع البناء اذا ما لزم الأمر. فليخرج أحد ويكلمنا!"، منددين ب"وضع لا يطاق".
وحاول أحد الشبان أن يرمي بنفسه من سطح مقر الولاية، قبل أن يتلقفه شبان آخرون. كما أكّد مصدر أمني أن آلية تابعة للشرطة انقلبت أثناء تفريق مسيرة.


وبدت آثار مواجهات الأيام الأخيرة واضحة في شوارع القصرين، من الإطارات المحترقة وبقايا قنابل الغاز والحجارة. وذكرت صحف تونسية عدة أن هذه الاشتباكات تظهر "الواقع المخيف من غياب المساواة المناطقية".



 


التهميش الاجتماعي مستمر...


ففي هذا السياق، كتبت صحيفة "الشروق" التونسية اليوم "كأننا لم نغادر أواخر سنة 2010 وأوائل سنة 2011". وأضافت "من البوعزيزي إلى اليحياوي، تكررت الدوافع والأساليب، فهل ستتكرر النتائج؟"، في إشارة إلى محمد البائع المتجول محمد البوعزيزي الذي أضرم النار في نفسه في كانون الأول 2010 في منطقة سيدي بوزيد القريبة من القصرين.


وأدّت خطوة البوعزيزي، في بداية الربيع العربي، إلى اشتعال انتفاضة شعبية والإطاحة بنظام زين العابدين بن علي. ولكن رغم نجاح تونس في عملية الانتقال السياسي التي أعقبت انتفاضة العام 2011 (انتخابات حرة ودستور جديد)، ما زال التهميش الاجتماعي والتفاوت المناطقي قائماً في إطار تقلّبات اقتصادية عميقة.


وتأجّج التوتّر في القصرين، حيث استخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتجين، مساء الثلثاء وتوسّع ليشمل المناطق المجاورة.



 



العمل حقّ 


وفي العاصمة التونسية، تظاهر نحو 150 شخصاً الأربعاء حاملين صورة اليحياوي، ومطلقين هتاف "العمل حق".
وفي المساء، توفي شرطي يبلغ من العمر 25 عاما في فريانة التي تبعد نحو ثلاثين كيلومترا من القصرين، خلال تفريق تظاهرة، بحسب ما أفاد وزير الداخلية، الذي لم يوضح ظروف الحادثة.



 


ومع بداية السنة الحالية، أجرى الحبيب الصيد تعديلاً حكومياً، بعد سنة من الحكم الذي اعتبر مخيبا للآمال.
وأقرّ رئيس البلاد الباجي قائد السبسي الاربعاء بأن "الحكومة الحالية ورثت وضعا صعبا للغاية حيث يوجد 700 الف عاطل عن العمل بينهم 250 الف شاب يحملون شهادات" معتبرا انه "لا يمكن حل مشاكل من هذا النوع بتصريحات او بشحطة قلم. لا بد من الوقت".


ورأى رئيس المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية عبد الرحمن الهذيلي إن أحداثاً مماثلة "كانت متوقعة منذ فترة طويلة"، مضيفاً "لقد حذّرنا من أن الوضع الاجتماعي سينفجر. الشعب انتظر (...) لكن الحكومة لا تملك رؤية ولا برنامجا للمناطق الداخلية".


يُذكر ان نسبة النمو في تونس في العام 2015 تُقدّر بأقل من واحد في المئة، متأثراً خصوصاً بأزمة القطاع السياحي نتيجة انعدام الاستقرار والهجمات الجهادية. وتخطّت نسبة البطالة على الصعيد الوطني 15 في المئة، وبلغت الضعف لدى حاملي الشهادات العليا.


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم