افتتاح مهرجان الجونة في جو من الكآبة: سينما من أجل فلسطين!

 بهدوء مريب وأجواء غلب عليها الحزن والكآبة، افتتحت أول من أمس الدورة السادسة من مهرجان الجونة السينمائي الذي يحدث في منتجع الجونة الواقع على البحر الأحمر، وذلك بعدما كانت أُلغيت دورة العام الماضي، لأسباب لا تزال مجهولة وغير واضحة. المهرجان الذي كان من المقرر ان ينعقد في الثاني عشر من تشرين الأول الماضي تم تأجيله مرتين، بسبب الحرب على غزة، قبل ان يستقر المنظّمون أخيراً على موعد جديد، من 14 إلى 21 الجاري. الغاء المهرجان الذي شعاره في الأساس "سينما من أجل الإنسانية"، بسبب ما تشهده غزة من عدوان إسرائيلي، أو اقامته متجاوزاً تلك الظروف، شكّلا على مدار الشهرين الماضيين، مادة سجال خصبة، بين مَن يعتبر اقامته "فعل مقاومة" ومَن يميل إلى الالغاء أو التأجيل معتبراً ان الظروف ليست مناسبة لمثل هذه التظاهرة حتى وإن غلب عليها الطابع الثقافي. الخيار الثاني هو ما ذهبت اليه مهرجانات عربية كالقاهرة وقرطاج والدوحة. هناك أيضاً طرف ثالث، يتبنّى وجهة نظر لينة في هذا المجال، بناءً على اقتناع بأن المسألة تتجاوز الصح والخطأ، فكلّ شيء هو في النهاية اسلوب. كيف نقارب الفنّ والثقافة وبأي نحوٍ نحتفي بهما، ولأي خدمة وفائدة… هذا هو السؤال الأساسي. أحد الذين يتولّون مسؤولية اقامة مهرجان في مصر، قال لي خلال انتقالنا من الفندق إلى صرح الافتتاح، ان المشكلة في المسمّيات، فكلمة "مهرجان" ارتبطت في المخيال الشعبي (المصري خصوصاً) بالحفلات الترفيهية التي تبث البهجة والفرح والتسلية، ولو أُطلِق اسم آخر على حدث كالجونة، من مثل "أيام الجونة" مثلاً، لتلقّاه الناس بطريقة مختلفة. أياً يكن، كانت الحياة وستبقى مستمرة في كلّ أنحاء العالم، بكلّ تفاصيلها اليومية المتواصلة، رغم الحروب والكوارث والمحن، ومن الظلم جعل الثقافة الضحية الدائمة والأولى والحلّ الأسهل في مثل هذه الظروف، ولو إن فكرة "الفنّ مقاومة" مجرد...