الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

هاني أبو أسعد يتذكّر طفولته في صالات الناصرة: كلّ حارة كانت تحجز مكانها

المصدر: "النهار"
هوفيك حبشيان
Bookmark
هاني أبو أسعد مع كايت وينسلت خلال تصوير “الجبال بيننا”.
هاني أبو أسعد مع كايت وينسلت خلال تصوير “الجبال بيننا”.
A+ A-
على امتداد العقدين الماضيين، تسنى للجمهور العربي اكتشاف أفلام المخرج الفلسطيني هاني أبو أسعد، لكن لم نعرف يوماً كيف اكتشف فن الشاشة. هذا الناصري القليل الكلام، الخجول والهادئ الأعصاب، صاحب المناقبية العالية، الذي صار أحد أركان السينما العربية المعاصرة بأفلام مثل “الجنة الآن” و”عمر” فتح قلبه لـ”النهار”، في رحلة إلى الناصرة خلال الستينات. “حتى الخامسة، لم أكن قد شاهدتُ أشياء تتحرّك على شاشة. لم يكن لدينا تلفزيون في بيتنا. حدّثتني والدتي أنها كانت تحبّ السينما، وقد اصطحبتني إلى الصالة حين كنتُ أبلغ من العمر سنتين تقريباً. أخبرتني عن مشهد ولد راح يبكي، فرحتُ أبكي مثله في الصالة. ضحكنا معاً. (أبو أسعد خلال تصوير فيلم قصير لـ”نتفليكس” سيُعرض الشهر القادم)  تجربتي الفعلية الأولى كانت عندما اصطحبني خالي إلى "سينما ديانا" في الناصرة. صالة تتّسع لـ٤٠٠ كرسي. كنت طفلاً، في الخامسة، وكان يوم أحد. لا أزال أتذكّر العرض الخاص، فيلمين بتذكرة واحدة. أتذكّر مشهد الصفّ الطويل من الأهل والأولاد لضمان أماكنهم. في العادة، لم تتسنَّ للأولاد بمفردهم فرصة الدخول. إذ تتخلل عملية الدخول إلى الصالة زحمة ومشادات بالأيدي للحصول على مقعد. ينطلق الفيلم عند الأولى بعد الظهر، لكنّ التجمّع يبدأ عند الحادية عشرة. الجميع يحاولون الوقوف على الباب. أنا كولد يرافق الكبار، شعرتُ بالحشر. لم أفهم ماذا يجري. دخلتُ وخالي بعد "يوم الحشر". في الصالة، بدا المشهد على شكل "حارات". كلّ حارة تحجز مكانها. خالي كان من "الحارة الشرقية" التي لها وزنها في السينما. صودف أن صاحب الصالة هو خال زوجتي الحالية. المسافة بين الشاشة والصف الأول، تخلّلتها مقاعد من دون ظهر. هذا الإجراء ممنوع قانوناً، لكنّه أُجيز جرّاء زحمة الأولاد والحشد الهائل. هذا الطقس كان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم