الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

سوق La campagne en ville الميلادية... مساحة عيد وشمعة في ظلّ السواد

المصدر: النهار
فرح نصور
من سوق La campagne en ville الميلادية (تصوير حسام شبارو)
من سوق La campagne en ville الميلادية (تصوير حسام شبارو)
A+ A-
سوق جديدة دخلت الأسواق الميلادية المحلية، متحدّيةً الظروف الراهنة، وساعيةً إلى بث الفرح والبهجة، دعماً للمنتجين المحليين وأصحاب الأعمال الصغيرة والجديدة. لعلّ سوق La campagne en ville هي السوق الميلادية الأكبر هذا العام، حيث ضمّت ما يفوق 120 عارضاً، يشعرون الناس بفسحة أمل يحتاجون إليها. 

السوق هذه، التي اعتادت إقامة أسواقٍ مشابِهة، لكن بحجمٍ أصغر بالتزامن مع المناسبات المختلفة، نظّمتها مؤسسة Nature by Marc Beyrouthy بالتعاون مع مدوّن الطعام أنطوني رحيّل صاحب صفحة "No garlic no onions"، وتعاونية "أطايب الريف" التي تضمّ ما يفوق 45 تعاونية من كل أنحاء لبنان. 

اتّخذت السوق الطابع الميلادي بامتياز، من حيث الزينة وأغاني العيد التي غنّاها مؤدّون مباشرةً على المنصّة، مع فرق الميلاد التي تضفي الأجواء الخاصة للأولاد.
 
لدى الوصول، تفوح روائح الطعام من مختلف الأكشاك الموجودة في الخارج، من الصاج إلى البرغر، إلى الحلويات، وغيرها من الابتكارات الخاصة. وتتوزّع في الداخل المنتَجات المتنوِّعة، من المونة والحرفيات والصابون والمشروب، وحتى الكتب، وغيرها من السلع الجاهزة لإهدائها خلال العيد.
 
تصوير حسام شبارو
 
كريستيان بيروتي، من منظّمي السوق ومسؤولة مشتريات الأطعمة فيNature by Marc Beyrouthy، تقول لـ"النهار" إنّ المؤسسة تقيم معرضاً بحسب الموسم أو المناسبة، و"مع هذا العيد، كان لا بدّ من إقامة هذا المعرض لنعيش العيد، مع مراعاتنا تنوّع المنتجات ليجد الزائرون كل ما يريدونه".
 
وكانت التحديات جمّة لإقامة هذا المعرض، على رأسها تأمين الكهرباء، "لكن العناية الإلهية في هذا العيد ساعدتنا، وتم تأمين جميع ما يلزم المعرض من إضاءة وكهرباء ومساحة لركن السيارات، مجّاناً، من قِبل أصحاب الهمّة والعطاء، وكان هناك إصرار على إقامة هذا المعرض رغم جميع التحديات والظروف الصعبة، لأنّ منتجين كثيرين رغبوا في المشاركة وكان مهماً جداً بالنسبة إلينا مساعدتهم قدر المستطاع لأنّ حاجتهم إلى التسويق والبيع كانت عالية جداً في هذا الوقت، لكي يحرّكوا أعمالهم ويعيّدوا أيضاً"، بحسب بيروتي.
 
تصوير حسام شبارو

المكان فعلاً يبثّ أجواء العيد ويعجّ بالناس، سواء المتفرّجين أو المتسوّقين. وعن الإقبال، تورد بيروتي أنّه رغم رداءة الطقس طيلة فترة المعرض (الذي امتدّ لأربعة أيام)، كان الوافدون يأتون بأعداد كبيرة، "فالناس يريدون أن يعيّدوا، والذي لا يشتري، يرافق أولاده ليلعبوا"، إذ وفّر المعرض قسماً للألعاب مجاناً للأولاد.  
 
أمّا مدوِّن الطعام، أنطوني رحيّل، فيؤكّد لـ"النهار" أنّ "هذا المعرض يعكس تماماً ما أردنا إيصاله من حملة أعطوا لبنان فرصة، فجميع الناس في لبنان كانوا بحاجة إلى هذه السوق لأنّ شمعة واحدة تضيء غرفة كبيرة مظلمة". 

وكما تجري العادة بأن تُقام الأسواق الميلادية في جميع أنحاء العالم، كانت الفكرة من إقامتها في لبنان حالياً، بحسب رحيّل، "لإضاءة شمعة في ظلّ السواد الذي نعيشه، فللجميع الحق في أن يعيّدوا، وخصوصاً الأطفال، وبما أنّ ميلاد عام 2021 لن يتكرّر، كان علينا أن نعيّد وندعو الجميع لأن يعيّدوا معنا". 
 
الجميل في هذا المعرض، أنّ العارضين يحجزون مساحاتهم ويعرضون منتجاتهم دون دفع أيّ بدل. وبذلك، يدعم المعرض أكثر من 250 عائلة تأتي من أكثر من 100 قرية في لبنان، لكي يستفيدوا ويعيّدوا، ولتحريك الاقتصاد المحلي. 
 
تصوير حسام شبارو


"عيش العيد عاللبناني"

مناسبة العيد هي مناسبة للفرح ولتبادل الهدايا والمحبة، ويوفّر المعرض هذه المساحة التي يحتاج إليها الجميع ليشتروا ويأكلوا "عاللبناني"، هذا ما تؤكّده رئيسة مجلس إدارة تعاونية "أطايب الريف"، مي طرابلسي، لـ"النهار".
 
ويتضمّن هذا المعرض سلعاً متنوّعة وعديدة بحيث يشارك العارضون من جميع المناطق اللبنانية، وهم بأمسّ الحاجة لمساحة كهذه لعرض منتجاتهم وتسويقها في هذا الظروف، "فجميع اللبنانيين بحاجة إلى هذه الفسحة الصغيرة من الأمل، سواء من المنتِجين أو من الزائرين، لتحريك الاقتصاد والشعور بالعيد"، بحسب طرابلسي. 
 
تصوير حسام شبارو

ومع دخول الفِرق الموسيقية والاحتفال الذي يشارك فيه كلّ العارضين، تصف طرابلسي "نشعر فعلاً بأنّ لبنان كلّه مجتمِع في هذا المعرض، وأنّ العيد في داخله، فهذا المعرض هو لبنان بتنوّعه، وبإدارة التنوّع بالطريقة السليمة والجميلة".

وفي حديثٍ مع عدد من العارضين، يوضحون مدى حاجتهم لعرض منتجاتهم، ولا سيما في هذه الظروف الصعبة. ويورد أحدهم أنّه يعمل وزوجته في صناعة الحقائب، ليؤمّنا ثمن أدوية علاجهما من مرض السرطان. وامرأة أخرى تبيع بعضاً من هدايا العيد، تقول إنّ "المعرض وفّر لي مساحة للتسويق لمنتجاتي لا أكثر، لأنّه مهما بِعنا، فلا قيمة للمال الذي نجنيه في هذه الظروف".  
 
تصوير حسام شبارو
 
تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

تصوير حسام شبارو

 

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم