السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

أجواء احتفالية في السوق الميلادية... مونة ومنتجات تراثية وروائح شهية!

المصدر: النهار
فرح نصور
من أجواء معرض المنتجات المحلية (تصوير مارك فياض)
من أجواء معرض المنتجات المحلية (تصوير مارك فياض)
A+ A-
وسط السواد القاتم الذي يحلّ على لبنان، لا يزال اللبنانيّون يودّون أن يعيّدوا، سواء من الشارين أم من الباعة. الشاري يفرح لشراء ما هو جديد، والبائع يفرح لكسبه رزقاً في هذا العيد المبارك، فهذه عيديّته. لا شيء يقوى على عزم اللبناني على الفرح والبهجة، والشعور بالعيد. في هذا الإطار، سوق ميلادية جديدة تنضمّ إلى الأسواق الأخرى. هي سوق تسويقية لمنتِجين ومزارعين محلّيين مشاركين في أحد البرامج الإنمائية للأمم المتحدة.  
 

في إطار برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، الذي ضمّ مبادرة دعم النساء والتعاونيات والمؤسّسات الصغيرة والمتوسّطة المتأثِّرة بالتبعات الاقتصادية لجائحة كورونا، ركّز البرنامج على القطاعات الإنتاجية من الزراعي والصناعة الغذائية والقطاع الصناعي المتعلِّق بالحماية من كورونا، بهدف الحفاظ على الأمن الغذائي والتنمية المستدامة.

 

هذه المبادرة منفَّذة بالشراكة مع عدد كبير من الجمعيات المحلية على مختلف الأراضي اللبنانية، وبتمويل من الحكومة الألمانية عبر البنك الألماني للتنمية. وقد تمّ دعم ما يفوق 312 تعاونية و2000 مزارع ومؤسّسة.

 

وتقول الاختصاصية بالتنمية الاقتصادية المحلية وسبل العيش في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ندى نهرا، لـ"النهار"، إنّ "هذه السوق الميلادية، جزء من هذا المشروع"، إذ دعم البرنامج المساهمين في التسويق لمنتجات المعرض الميلادي الذي جاء استكمالاً لهذه المبادرة، للتسويق لمنتجات النساء والمزارعين والمنتجين المحليين سواء الجدد أم القدماء، ولفتح أسواق جديدة للمستفيدين من تعاونيات ونساء ومؤسسات صغيرة. كما كانت الفكرة أيضاً من هذا المعرض، التسويق البعيد المدى، بحسب نهرا، وليس لجذب عملية شراء آنية في المعرض، ونحن بحاجة إلى جوّ بهجة العيد، وكانت الأجواء فعلاً جميلة وميلادية".

 
تصوير مارك فياض
 
 
المونة اللبنانية تطغى على السوق الميلادية  
كان تنظيم المعرض بالشراكة مع تعاونية "أطايب الريف"، التي تضمّ 45 تعاونية من كلّ لبنان، وضمّ المعرض الذي أُقيم في الكسليك، أكثر من 60 عارضاً تغلب على منتجاتهم المونة البلدية.
 
"أتينا من كلّ لبنان لنعيّد العيد عاللبناني"، باندفاع وتفاؤل شديدين، تعبّر رئيسة مجلس إدارة تعاونية "أطايب الريف"، مي طرابلسي، عن أملها في حديث لـ"النهار"، مضيفة بأن "المعرض مصغَّر عن لبنان بجميع مكوّناته، وهو جمعة العيد والبهجة، ويمكن رؤية خريطة لبنان موزعة على امتداد طاولات العرض".  
 
تصوير مارك فياض
 

إقامة هذا المعرض هي أيضاً "إثبات للمموِّلين بأنّ تمويلهم يُنفق في مكانٍ منتِج ويؤتي ثماره"، وفق طرابلسي. وبرأيها، الجَمعة أمر مميّز لدى اللبنانيين، و"لدى التقاء المناطق بعضها ببعض، نشهد جواً جميلاً جداً، خصوصاً في هذه الأعياد، ونحن بحاجة إلى مساحة فرح وأمل للشعور بالعيد، والمعرض يوفر هذه المساحة". 

وعن إقبال الناس، توضح طرابلسي أنّه "جيّد خصوصاً مع وجود المأكولات الطازجة التي تجذب رائحتها المارّة".  

المنتجات المعروضة، بغالبيتها منتجات تعاونيات تصنيعية لإنتاج المونة. ويضمّ المعرض نشاطات ترفيهية للأولاد ليكون مستقطباً للعائلة، وكذلك ينشد كورس موسيقى ميلادية خلال أيام المعرض الثلاثة.

لدى الوصول، تفوح روائح مناقيش الصاج والبرغر والمأكولات الطازجة التقليدية والحديثة، ويُستقبَل الزائر بضيافة العيد. 

 
 
تصوير مارك فياض
 

أمل بالعيد وتحدٍّ للظروف الصعبة

التعاونيات المشارِكة هي زراعية نسائية، وتعاونياتحرفية، وأصحاب مشاريع ناشئة. وخلال جولة "النهار" في المعرض، التقينابأشخاص عديدين من منتجي مونة وأصحاب مشاريع صغيرة بدأت حديثاً في ظل الأزمة لإيجادبديلٍ للاستمرار.

 

إيلي غسطين واحد منهم. كان طاهياً في أحد المطاعمإلّا أنّه بعد تحرّكات 17 تشرين، سُرّح من العمل. فكّر في الاستفادة من خبرتهللقيام باستثمار يكفي به عائلته. أطلق علامة مأكولات خاصة به قبل بضعة أشهر، وبحسبقوله، "الأصداء على المنتجات جيدة جداً ومشجِّعة". وعن الأسعار، يشرحإيلي أنّه رغم الظروف وغلاء المعيشة، تبقى أسعار المنتجات المصنوعة منزلياً أرخصبكثير من المستورَدة، وعلينا أن نستمر". ويبلغ معدّل سعر المنتَج لديه 60 ألفليرة. 

 

وقد أُطلقت علامة جديدة حالياً لنبيذٍ محلي يُعرضفي المعرض. وعن إقدامهم على إطلاق هذا المنتَج في هذه الظروف الصعبة، يلفت مديرالعلامة إلى أنّ الكرمة زراعة بديلة وواعدة جداً، وهناك توجّه كبير نحوها،و"رغم هذه الظروف نحن متشبّثون بأرضنا ونبحث عن الاستثمار في الزراعةالبديلة، وتشجّعنا لأنّ كلفتها أقلّ ولا تحتاج إلى رعاية متواصلة كباقي المزروعات،ولدينا أمل بالسوق اللبنانية، فالنبيذ المستورَد بات باهظاً، ونطمح إلى التصديرإلى الخارج، فالأصداء تدعو للتفاؤل". ويبلغ سعر الزجاجة 10 دولارات.

 
 

أسعار المنتجات مقبولة فعلاً، مقارنةً بالغلاء المعيشي، ولكون هذه المنتجات هي منتجات مونة، أي تطول مدّة استهلاكها. وبحسب إحدى السيدات العارضات، وهي منتِجة مونة، تؤكّد أنّ "الإقبال على شراء المونة كبير لأنّها باتت أوفر للناس من المأكولات الطازجة واللحوم والدجاج والخضار. ويظهر فعلاً تفاعل الناس مع العارضين، سواء لناحية الشراء، أو لناحية التعارف وتبادل الحديث بين أبناء المناطق المتعدّدة". 

 

إلى ذلك، أطلقت دانيا أخيراً شامبو ناشفاً للشعر مصنوعاً من المواد الطبيعية. وتروي لـ"النهار" أنّه "كان لديّ تخوّف من إطلاق هذه العلامة في ظل الظروف الصعبة هذه، لكن في الوقت نفسه لم يكن باستطاعتي الاعتماد على راتبي". 

أمّا باسمة، منتِجة مونة، فتورد لـ"النهار" أنّ "الظروف هذا العام فعلاً صعبة والناس يرغبون في أن يعيّدوا، وهذا الحدث يشكّل فسحة أمل لجميع العائلة، وبرغم القدرة الشرائية التي تراجعت، كان هناك إقبال على شراء المنتجات". 

تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
تصوير مارك فياض
 
 
 
 
 
 
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم