الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ماذا وراء هبوط مبيعات شركة ماسك... "تسلا" في "أزمة"؟

المصدر: "النهار"
إيلون ماسك
إيلون ماسك
A+ A-
أعلنت شركة السيارات التابعة لشركة للملياردير الأميركيّ إيلون ماسك عن أدنى عمليات تسليم ربع سنوية لها منذ عام 2022، مسجّلةً أوّل انخفاض ربع سنوي لها على أساس سنوي منذ عام 2020، وأكبر خسارة على الإطلاق مقارنة بتوقّعات المحللين.
 
وانخفضت مبيعات السيارات الكهربائية للشركة في الأشهر الثلاثة الأولى من العام الحالي، في حين سجّلت شركات صناعة السيارات الأخرى بيع المزيد من السيارات. وتُعدّ مبيعات "تسلا" التي أُعلن عنها أحدث علامة على تراجع هيمنة الشركة على سوق السيارات الكهربائيّة.
 
 
 
 
 
 
 
 
"تسلا" تفقد سيطرتها
 
رأى موقع "بيزنيس إنسايدر" أنّ شركة "تسلا" تفقد السيطرة على السوق التي ساهمت بإنشائها بشكل فعّال بعد أن أعلنت عن انخفاض مذهل في مبيعاتها يوم الثلاثاء، ما أثار تساؤلات جديدة حول قيادة الملياردير إيلون ماسك للشركة.
 
وقد فاجأ انخفاض المبيعات المستثمرين، حيث أعلنت شركات منافسة مثل "BYD" الصينية و"كيا" و"هيونداي" الكورية الجنوبية عن زيادات في مبيعات السيارات الكهربائية، ما يشير إلى أنّ تباطؤ الطلب الإجماليّ على النماذج التي تعمل بالبطاريات لم يكن التفسير الوحيد للمشاكل التي تعاني منها "تسلا".
 
وفي هذا السياق، واصل منافسو "تسلا" الإبلاغ عن زيادات في المبيعات. وقالت شركة "BYD" إنّها باعت حوالي 300 ألف سيارة كهربائية، بزيادة 13 في المئة عن العام السابق. وباعت الشركة أيضًا 324 ألف سيارة هجينة في الربع الأول، بزيادة 15 في المئة.
 
كانت شركة "تسلا" رائدة في سوق السيارات الكهربائية من خلال موديل "3 سيدان" ومركبتها الرياضية متعدّدة الاستخدامات "موديل Y"، والتي أثبتت أنّ السيارات التي تعمل بالبطاريات يمكن أن تكون جذابة وعملية.
 
أحدثت السيارات من هذا النوع ثورة في صناعة السيارات، وأجبرت شركات صناعة السيارات القائمة على تطوير نماذجها الكهربائية الخاصة.
 
 
 
 
لماذا عاكس السوق "تسلا"؟
 
السوق يتطوّر بطرق قد لا تكون في صالح "تسلا". فعلى نقيض ما تظنّ "تسلا"، قد ينفر بعض المشترون من التصميم غير التقليديّ للمركبة، بما في ذلك التصميم الداخلي والافتقار إلى الأزرار والمفاتيح. إذ يتمّ التحكم في جميع الوظائف في سيارات "تسلا" تقريبًا من خلال شاشة كبيرة على لوحة القيادة.
 
ووفقاً لمجلة "كونسيومر ريبورتس"، التي أجرت مراجعة يوم الثلاثاء للنسخة الجديدة من موديل 3، فإنّ النظام "يجعل الأمر مشتتًا تمامًا لضبط أيّ شيء تقريبًا داخل السيارة أثناء القيادة على الطريق".
 
أمّا السبب الثاني، فغالبًا ما تبيع شركة "تسلا" السيارات عبر الإنترنت وليس لديها عدد كافي من صالات العرض في العديد من البلدان، وهذا ما يجعلها هدفًا للشكاوى حول سوء الخدمة. وفي الوقت نفسه قد يوفّر ذلك ميزة لشركات صناعة السيارات، مثل "فورد موتور" و"جنرال موتورز"، التي لديها شبكات واسعة من الوكلاء، وتعمل على تكثيف إنتاج السيارات الكهربائية.
 
كذلك، كانت الشركة بطيئة في متابعة نجاحها الأوّلي بنماذج جديدة، ويبدو أنّ  ماسك "غير منخرط في الأمر"، وفقاً لـ"إنسايدر".
 
ويذكر أنّ "تسلا" كشفت أمس أنّها سلّمت 387 ألف سيارة في جميع أنحاء العالم في الربع الأول، بانخفاض 8.5 في المئة من 423 ألف سيارة في الفترة نفسها من العام الماضي.
 
كانت هذه المرة الأولى التي تنخفض فيها مبيعات الشركة الفصلية على أساس سنويّ منذ بداية الوباء في عام 2020. وكانت أرقام المبيعات أيضًا أقلّ بكثير من تقديرات محلّلي "وول ستريت" الذين توقّعوا زيادة متواضعة.
 
ومن المؤكّد أنّ بعض الانخفاض في المبيعات ربما كان يعكس مشاكل الإنتاج الخارجة عن سيطرة الشركة، بما في ذلك الحريق في مصنع "تسلا" بالقرب من برلين، والذي كان نتيجة لهجوم متعمّد.
 
 
 
 
 
 
ماذا رأى المحلّلون؟
 
اعتبر بن روز، رئيس شركة "Battle Road Research"، في رسالة بريد إلكتروني أنّه "لا يمكن لشركة "تسلا" أن تقف ساكنة".
 
وتابع "تكتسب المركبات الكهربائية الصينية بالفعل موطئ قدم في أوروبا، ومن غير الواضح إلى متى سيتمّ منعها من دخول الولايات المتحدة".
 
وقال روز إنّ المزيد من السيارات ذات الأسعار المعقولة ستساعد شركة "تسلا" على جذب مجموعة واسعة من المشترين.
 
وفي هذا السياق، صرّح دان آيفز، محلل "Wedbush"، في مذكّرة بعد وقت قصير من صدور التقرير: "بينما كنّا نتوقّع نتائج سيّئة في الربع الأول، كانت هذه كارثة تامة في الربع الأول يصعب تفسيرها".
 
 
 
 
 
 
 
 
تصاعد المنافسين خاصّةً في السوق الصينيّ
 
في الصين، تواجه "تسلا" شركة "BYD" وعشرات المنافسين الآخرين الذين لديهم طموحات للتوسّع في جميع أنحاء العالم.
 
وفي أوروبا، قدّمت شركات صناعة السيارات المعروفة مثل "فولكس فاغن" و"بي إم دبليو" نماذج أكثر إقناعاً تعمل بالبطاريات.
 
أمّا في الولايات المتحدة، لا تنمو مبيعات السيارات الكهربائية بالسرعة التي كانت عليها قبل عام، ويختار العديد من المشترين بدلاً من ذلك النماذج الهجينة التي تربط محرك البنزين بالبطاريات والمحركات الكهربائية.
 
 
أخيراً، لا تزال سيارات الشركة تحظى بالعديد من المعجبين. لكن من الواضح أنّ المستثمرين يشعرون بالقلق. وانخفضت أسهم الشركة أكثر من 30 في المئة هذا العام، بما في ذلك انخفاض بنسبة 5 في المئة أمس الثلاثاء، بسبب القلق من أنّ شركة ماسك فقدت الزخم.
 
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم