الإثنين - 29 نيسان 2024

إعلان

"إشادة بالعمل مع تساؤلات كثيرة"... كيف علّق الخبراء على روبوت "تسلا"؟

المصدر: "النهار"
"أوبتيموس".
"أوبتيموس".
A+ A-

كشف إيلون ماسك الأسبوع الماضي عن نموذج أوّلي لروبوت "أوبتيموس" الذي رُوِّج له كثيراً الرئيس التنفيذي لشركة "تسلا"، ويرى أنه سيُباع يوماً ما على أنه روبوت "للأغراض العامة"، بسعر أرخص من السيّارة، وسيكون قادراً على العمل في المصانع والقيام بالأعمال المنزلية.

 

قدّم عرض "أوبتيموس" في "يوم الذكاء الاصطناعي في تسلا" لعلماء الروبوتات نظرةً مفصّلةً عن بعض القدرات الفعلية للآلة ذات القدمين، فأشادوا هؤلاء بمهندسي شركة "تسلا" على "قيامهم بعمل مذهل في هذه الفترة الزمنية القصيرة"، إلّا أن "أوبتيموس" لا يزال عرضاً أكثر من كونه حقيقة، إذ إنّه روبوت بحثيّ، وسيستغرق تطويره إلى أيّ شيء ذي معنى سنوات عديدة.

 

قبل التطرّق إلى آراء الخبراء، إليكم تلخيص عرض الروبوت:

جرى عرض روبوتين. الأوّل يُسمى "Bumble C"، وهو عبارة عن "روبوت تطوير"، شوهد وهو يمشي على خشبة المسرح ويُنفّذ عروضاً توضيحية مسجّلة مسبقاً، مثل التقاط علبة وتحريك الصناديق. أمّا الروبوت الثاني، فقال عنه ماسك إنّه "قريب إلى حدّ ما من مرحلة الإنتاج، وكان له غطاء خارجيّ، لكنه كان يُستخدم فقط للعرض، وكان يدور خلف ماسك ويظهر ويلوّح بيده.

 

 

كرّر ماسك إعلان طموحه لإنشاء "روبوت مفيد شبيه بالبشر بأسرع ما يُمكن"، على أن يكون "تصنيعه بكمّيات كبيرة جداً، ليصل إلى ملايين الوحدات، وسيُكلّف أقلّ بكثير من سيارة"، على حدّ قول ماسك، الذي ادّعى لاحقاً أن اختراعَ مثل هذه الآلة سيُتيح "مستقبلاً لا يوجد فيه فقر"، وهو "تحوّل أساسيّ للحضارة التي نعرفها".

 

يزن "أوبتيموس" 73 كيلوغراماً، ولديه 28 درجة من الحرية في أطرافه، ويُشغَّل بوساطة بطارية 2,3 كيلو وات في الساعة، وتزعم "تسلا" أنها تدوم ليوم كامل من العمل.

 

وفي إجاباته عن أسئلة الحضور في نهاية العرض التقديمي، كرّر ماسك التكهّنات بأنّ الروبوت يمكن أن يكون "مثل صديق" يوماً ما، وقال إنّ العملاء سيكونون قادرين على طلب واحد "في غضون ثلاث سنوات، وربما ليس أكثر من خمس سنوات.

 

هذه "الحقائق" هي ما قيل وعُرض على المسرح، لكن ماذا قال الخبراء؟

عرض كريستيان هوبيكي، أستاذ الروبوتات في جامعة ولاية فلوريدا، أفكاره في سلسلة تغريدات عبر "تويتر"، قائلاً إنّ فريق "تسلا" "قطع شوطاً طويلاً في غضون عام تقريباً"، ولكنّ قدرات "أوبتيموس" التي ظهرت على خشبة المسرح "تبدو معياريّة (لكن ليست مذهلة) بالنسبة إلى الإنسان".

 

 

ويشير هوبيكي إلى أنّ الروبوت يبدو أنه يستخدم طريقة المشي المعروفة في الروبوتات، وهذه طريقة للتنقّل تمّ استخدامها لعقود من الزمن، وتمّ نشرها في برامج الروبوت الشهيرة مثل "Asimo" من "هوندا". ويلاحظ هوبيكي أنّ طريقة المشي هذه "آمنة جداً، ولكن لا تُشبه العام 2022".

 

ولفت أيضاً إلى أن السؤال المهمّ الآخر الذي لم يُجِب عنه العرض هو الموثوقيّة. "كم مرة يسقط؟ لا يمكنك معرفة ذلك من خلال مقطع فيديو رائع، أو حتى من خلال عرض توضيحيّ مباشر". من الواضح أنه عندما يتعلّق الأمر بوضع الروبوتات في المصانع، تُعدّ الموثوقيّة عاملاً أساسيّاً، حيث يُمكن أن يكون لوقت التوقّف تأثير كبير.

 

من جهته، قال ويل جاكسون، الرئيس التنفيذي لشركة "Engineered Arts"، لموقع "ذا فيرج" إنّ أول نموذجَين أوّليّيَن من برنامج "أوبتيموس" "يفتقران بالتأكيد إلى وجود حداثة" في تصميمهما.

 

 

وأردف جاكسون: "إنّهما متشابهان للغاية من حيث المفهوم مع روبوتات "هوندا"، التي توقّف تطويرها الآن".

 

وأشاد جاكسون بعمل "تسلا" للذكاء الاصطناعيّ بشكل عام وتفاني مهندسي الشركة، لكنه تساءل عن فكرة بناء روبوت بشريّ للعمل الوضيع في المقام الأول: "إنّي مندهش من قدرة ماسك على مخاطبة جمهور مفتون للغاية بفكرة الإنسان، ويفشل تماماً في إدراك أنّ رغبتهم في التفاعل مع الروبوت هي التطبيق القاتل. هل كان يعتقد أنهم كانوا يصفّقون لأن العالم أخيراً سيكون لديه إنسان آلي يمكنه رفع أنبوب في مصنع للسيارات؟".

 

وخلص إلى أن العرض التوضيحيّ أظهر "عرضًا حيّاً شجاعاً بشكل غير عادي لجهد شاق يفتقر للأسف إلى الجدّة والخيال"، وأنه "يأمل أن يرى تصحيحاً للمسار بحلول موعد حدث العام المقبل".

 

عرضٌ مثيرٌ للإعجاب ولكن الكثير من الأسئلة التي لم تتمّ الإجابة عنها

قال جوناثان أيتكين، عالم الروبوتات والمدرّس في جامعة شيفيلد في المملكة المتحدة، إنّه كان "عرضاً توضيحيّاً مثيراً للاهتمام"، وإنّ أهمّ شيء هو التقدُّم الذي أحرزوه في الوقت القليل". لكنّه أشار إلى وجود الكثير من الأسئلة التي لم تتمّ الإجابة عنها حول قدرات الروبوت والطبيعة الدقيقة للعروض التوضيحيّة.

 


ونشرت سينثيا يونغ، رئيسة المنتج في شركة الخدمات اللوجستيّة للروبوتات "Plus One Robotics"، أفكارها حول العرض التقديميّ، متسائلة عن تركيز الشركة على نسخ الشكل البشريّ ونموذج الأعمال المستقبليّ.

 

 

وقالت يونغ إنّ العرض التقديمي ركّز كثيراً على الطريقة التي جعل بها الفريق "أوبتيموس" يمشي، ولكن تجاوز هذا التحدي لن يحلّ بالضرورة مشكلات العالم الحقيقي. كذلك، أشارت إلى أن يد الروبوت ذات الأصابع الخمسة لم تكن بالضرورة جيّدة مثل الأدوات الأبسط بإصبعين أو ثلاثة أصابع.

 

بدوره، أشاد أستاذ الروبوتات هنريك كريستنسين من جامعة كاليفورنيا بالتصميم الميكانيكيّ وبمهارات المشي لأوبتيموس، إذ كانت "قوية"، مسجّلاً الملاحظة أن "هناك القليل من الابتكار".

 

ومثل يونغ، يشير كريستنسين إلى أن تصميم اليد الخماسيّة لأوبتيموس قد يكون غير ضروري، وأنه كان هناك نقص كبير في التفسير خلال العرض: "لا يوجد دليل حقيقيّ على أنه يمكنه القيام بالملاحة الأساسية، والإمساك، والتلاعب".

 

بشكل عام، يُرى التصميم الحالي أنّه خطوة أولى جيّدة جداً، ويجب الإشادة بهذا الجهد بتفاؤل حذِر.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم