الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الصراع يشتد على السحب الحاسوبية

المصدر: النهار
السحب الحاسوبية "أ.ف.ب"
السحب الحاسوبية "أ.ف.ب"
A+ A-
تحتاج كل شركة مهما كان حجمها إلى فهم ليس فقط مزايا السحابة الحاسوبية، ولكن أيضاً تكاليف استخدامها. وترى شركة "غارتنر" الاستشارية أن الإنفاق على الخدمات السحابية العامة سيصل إلى ما يقرب من 10٪ من إجمالي إنفاق الشركات على تكنولوجيا المعلومات (IT) في العام 2021، بارتفاع من حوالي 4% في عام 2017.  
 
ووفقاً لتقدير سارة وانج ومارتن كاسادو من شركة "أندريسن هوروويتز"، تنفق الكثير من الشركات الناشئة المهتمة بالتكنولوجيا 80% من إيراداتها على الخدمات السحابية. وهذا الوضع مشابه لما كان عليه الحال منذ قرنٍ مضى، عندما أصبحت الكهرباء حاجة أساسية، ما دفع بعض الشركات إلى توظيف نوع آخر من الرؤساء التنفيذيين: رئيس قسم الكهرباء. 
 
بالنسبة إلى الشركات السحابية، هذا مصدر ثروة. يعمل عمالقة الصناعة، مثل "أمازون ويب سرفيسز" و "مايكروسوفت آزور" و "غوغل كلاود بلاتفورم" على توسعة الأعمال بشكلٍ سريع. وتتوقَّع شركة "غارتنر" أن ترتفع المبيعات العالمية للخدمات السحابية بنسبة 26% في العام 2021 لتصل إلى أكثر من 400 مليار دولار. 
 
وأعلنت شركة "أوراكل" في التاسع من كانون الأول (ديسمبر)، وهي شركة كبرى لتصنيع البرمجيات، عن إيرادات أعلى من المتوقَّع بفضل النمو المتسارع لوحدتها السحابية. فلقد ارتفعت قيمتها السوقية بنحو 15%  أي ما يعادل أكثر من 40 مليار دولار. وهناك مجموعة كبيرة من الشركات آخذة في الظهور، إحداها شركة "سنو فلايك"، التي تبلغ قيمتها 108 مليارات دولار.  
 
خلال هذا الشهر، عرض مؤتمر "ري إنفنت"، أحدث وحدات السحابة والتأثيرات المرتبطة بها. كانت اللوحات المعروضة الأكثر شيوعاً تتعلق بـ "تحسين التكلفة". كما عرضت شركات ناشئة تحمل أسماء مثل "كلاود فيكس" و"كلاود وايري" و "زيستي" خدمات لمساعدة العملاء على إدارة استخدامهم السحابي.  
 
لم يكن الدافع الرئيسي للشركات للانتقال إلى السحابة يتعلَّق أبداً بالتكلفة ولكن "قابلية التوسُّع": الوصول إلى موارد حوسبة إضافية ببضع نقرات. إلا أن الفواتير السحابية أصبحت أكثر تعقيداً وأعلى تكلفة. 
 
والجدير بالذكر اقتراح السيدة وانج والسيد كسادو بأن تأخذ الشركات في الاعتبار إمكانية بناء السحب الخاصة بها في محاولة لخفض التكاليف. ولكن حتى الآن، عدد قليل فقط من الشركات اتخذ هذا القرار، الذي يعتبر مكلفاً ويجعل من الصعب على الشركات التمتُّع بمزايا موارد الحوسبة غير المحدودة المتاحة في السحابة العامة.  
 
لقد لاحظت الشركات السحابية الكبيرة تذمُّر كل من الشركات الناشئة والعملاء المتزايد، فأعلنت شركة "أمازون ويب سرفيسز" قبل مؤتمر "ري إنفنت" أنها ستبدأ في احتساب رسوم أقل على عمليات نقل البيانات إلى الإنترنت، ما يؤدي إلى خفض فواتير ملايين العملاء. وفي "مايكروسوفت"، غالباً ما يتم إدراج تكاليف السحابة في "اتفاقيات المؤسسة"، وتشمل جميع الاشتراكات من نوعٍ محدَّد. وهذا الأمر معتمد من قبل الشركات الكبرى عادةً. 
 
ويقول أميت زافري، أحد كبار المسؤولين التنفيذيين، إن برنامج "غوغل كلاود بلاتفورم"، باعتباره الأصغر بين الثلاثة الأوائل، "يؤمن بشدة" باستخدام "السحابات المتعددة". بمعنى آخر يهدف إلى تمكين العملاء من اختيار أفضل وأرخص الخدمات السحابية من مزوِّدين مختلفين (ما يسهِّل عليهم اختيار غوغل). 
 
كما اعتاد كبار المزودين الثلاثة أيضاً على جعل تحميل البيانات إلى سحبهم الخاصة رخيصاً وسهلاً، إلا أن إعادة نقلها يكون أعلى كلفة. ما يدفع بالعملاء إلى استخدام خدمات أخرى. ويبرِّر السيد غارمن هذا الأمر بالقول إن السعر المرتفع لنقل البيانات من السحابة ("الخروج") يظهر التكاليف المرتفعة لهذا الخيار، لكون العملاء يغادرون السحابة مع بيانات أكثر من التي دخلوا بها. 
 
مهما كانت الحقيقة، فإن هوامش الربح الإجمالية الكبيرة لموفري الخدمات السحابية تجذب المنافسة. 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم