الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

عارٌ ألّا ترفضوه!

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
مرفأ بيروت بعد واقعة الانفجار (أرشيف "النهار").
مرفأ بيروت بعد واقعة الانفجار (أرشيف "النهار").
A+ A-
ما هو الموت "هنا"، وكيف نصفه؟ لو كان لميتٍ أنْ يحدّد الموت، أنْ يصفه، "هنا" (إذ لا لزوم لوصفه "هناك")، أنْ يصوّره، أنْ يقدّم فكرةً ملموسةً عنه، أنْ يشرحه للعامّة والخاصّة من الناس، للفلاسفة وللأغبياء على السواء، لذوي العقل وللفالتين من عقالهم، لأصحاب الضمير وللمبلّطة ضمائرهم بالإسمنت المسلّح، هل كان ليجد وصفًا أجدى ممّا هو هذا الموت "هنا"، وممّا هو عليه لبنان، بطبقته الحاكمة، بسياسته، بسياسيّيه، برجال ماله، باقتصاده، باجتماعه، بأهله، بأرضه، بعيشه، بشوارعه النتنة، ببيئته المشوّهة، بسرّاقه، بزعرانه، بالقتلة، وبقسمات وجوه البائسين اليائسين الفقراء الجوعى الباحثين عن ظلٍّ أو عن لقمةِ خبز؟لو كان للكاميرا أنْ تصوّر الموت، مَعيشًا ومجسّدًا، بإيقاعاته وأحواله ومراتبه، هل من فرصةٍ سانحةٍ لهذه الكاميرا أفضل من فرصة لبنان هذا، وهنا، والآن، وهو يحشرج، ويتلوّى، ويتقيّأ نفسه، وينتن، ويُشوى، ويُقتَل، ويُهان، ويُذَلّ، ويُبهدَل، على مدار الثواني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم