الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

صور دموية صادمة... الكنيسة الفيليبينية ترفع الصوت ضد حملة دوتيرتي

المصدر: "أ ف ب"
صور دموية صادمة... الكنيسة الفيليبينية ترفع الصوت ضد حملة دوتيرتي
صور دموية صادمة... الكنيسة الفيليبينية ترفع الصوت ضد حملة دوتيرتي
A+ A-

فوجئ المصلون الذين قصدوا إحدى كبرى الكنائس في مانيلا بمعرض صور صادمة تظهر فيليبينيين يحتضرون في برك دماء، ونُظِّم بمبادرة من كنيسة باكلاران النافذة في الأرخبيل والمعارضة لحرب الرئيس رودريغو دوتيرتي على تجار المخدرات التي أودت بحياة 6 آلاف شخص.


ويقول جيروم سيسيلانو، مدير العلاقات العامة في مجلس الأساقفة الكاثوليك في الفيليبين: "تستفيد الكنيسة من نفوذها لتكون رأس الحربة في مكافحة جرائم القتل الخارجة عن اطار القانون". ويضيف: تريد الكنيسة في الفيليبين، حيث 80% من السكان هم كاثوليك، نجاح دوتيرتي في الرئاسة. لكنها تعتبر انها تخل بواجبها الأخلاقي القاضي بحماية الحياة في حال لزمت الصمت إزاء هذه المسألة".


ويؤكد أن الحرب على تجار المخدرات "لم تعد تراعي المسار القضائي، في وقت تنتهك القيم الأخلاقية. حان الوقت كي تعبر الكنيسة عن موقفها".


وكان دوتيرتي انتخب بنسبة عالية من الأصوات العام الماضي، إثر تعهده قتل عشرات آلاف الأشخاص للقضاء على الاتجار بالمخدرات. ومنذ تسلمه الرئاسة في نهاية حزيران، أعلنت الشرطة انها قتلت 2250 مشتبها به، بينما قتل مجهولون 3710 أشخاص، تاركين احيانا لافتات تتهم القتلى بأنهم من تجار المخدرات أو من مستهلكيها.


وقد أكد الرئيس الفيليبيني أنه سيكون سعيدا لو قتل 3 ملايين مدمن مخدرات، لتجنب أن تصبح الفيليبين دولة تتفشى فيها آفة المخدرات. وقد أثارت هذه الحملة على المخدرات موجة استنكار في أوساط المدافعين عن حقوق الإنسان وبعض الحكومات الغربية. لكن دوتيرتي لا يزال يتمتع بشعبية كبيرة في صفوف مواطنيه الذين يأملون أن يلجم الجريمة والفساد وغيرهما من المشاكل المتفشية في المجتمع.


ونادرا ما يتم التنديد علنا بسياسة دوتيرتي، نظرا الى الدعم الكبير الذي يحظى به الرئيس، فضلا عن اعتماد تكتيكات تخويف متعددة. وخلال أشهر، لزمت الكنيسة الصمت، علما أنها كانت في السابق تدلي بدلوها في محطات اساسية. فقد أدت دورا أساسيا في اسقاط الديكتاتور فرديناند ماركوس والرئيس الفاسد جوزيف إسترادا.


وقالت السلطات الكنسية انها تريد منح دوتيرتي وقتا ليبدأ تنفيذ برامجه. وكانت تأمل في التأثير في الكواليس على الرئيس الجديد، في سياق سلسلة لقاءات، على ما يقول الاب أتيلانو فاياردو، كاهن رعية في مانيلا.
وكما المواطن العادي، تردد البعض من رجال الدين في رفع الصوت "بسبب الخوف السائد"، وفقا لسيسيلانو. وقد وجه كبير الأساقفة سوكراتيس فيليخاس، رئيس المجلس الأسقفي، رسالة إلى رعاياه في تشرين الأول يدعوهم فيها إلى المشاركة في الحملة المناهضة لعمليات القتل.


وكتب: "انا اخجل من الامور التي اقرأها عن الفيليبين في وسائل الاعلام الدولية، واخجل اكثر مما يتفوه به قادتنا". واضاف: "لم يعد في وسعي تقديم التعازي الى العائلات المحزونة، لانني احتاج انا ايضا الى ان اطمئن الى ان الامور ستتحسن ولن تتدهور".


في رسالة عيد الميلاد، اسف كاردينال مانيلا لويس تاغله لان الفيليبينيين باتوا يفقدون حسن "الضيافة" الذي يتمتعون به، في موقف اعتبر انتقادا لعمليات القتل. وتساءل: "لماذا ثمة فسحة كبيرة للقضاء على الحياة وفسحة ضيقة جدا لانقاذها؟"
ومنذ ذلك الحين، رفعت كنائس كثيرة في البلاد لافتات تندد بعمليات القتل هذه. وساعد كهنة عائلات ضحايا في تشكيل شبكة. كذلك، تريد الكنيسة تدريب ارامل على جمع الادلة كي يرفعن الشكاوى ضد الشرطة. وتحرص على التأكيد انها لا تريد النيل من دوتيرتي بل تريد وقف عمليات القتل.


ويقول فاياردو: "الصلوات يمكن ان تزيح الجبال. ونعتبر ان دوتيرتي قادر بعد على تغيير رأيه. لذا علينا ان نصلي". الا ان تأثير هذه الحملة يبقى غير مضمون. وتضع الكنيسة آمالها في استطلاع للرأي يظهر ان 80% من الفيليبينيين يخشون ان يكونوا او اصدقاؤهم الضحايا المقبلين على القائمة.


ويقول اسقف مانيلا برودريك بابيو: "عندما نتحدث الى الناس، نرى ان الخوف منتشر. فكثير منهم، لا سيما في الاحياء الفقيرة في المدن، يعتبرون ان اي شخص قد يستحيل هدفا".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم