في ذكرى 13 نيسان: حان الوقت للعمل لمستقبل لبنان الواحد

الدكتور كمال ديب – كندافي كتابي "هذا الجسر العتيق" (دار النهار 2007) ذكرتُ أنّ لبنان - كما عرفناه - سيصل إلى الطريق المسدود عام 2020، أي في الذكرى المئوية الأولى لتأسيسه. فالجمهورية الأولى التي تأسست عام 1920 كانت قد بدأت تتراجع منذ عام 1966، وفي السنوات العشر التالية انهارت الدولة اللبنانية برموزها الأساسية - من رئاسة جمهورية وجيش ومؤسسات عامة في الأشهر الأولى من عام 1976، ما أدخل لبنان في تجربة قاسية امتدت حتى انتهت الحرب عام 1990. فولدت الجمهورية الثانية من رحم دستور الطائف الذي أعاد توزيع السلطات على الأسر الروحية اللبنانية. وكاد لبنان يطلّ من جديد بعد انتعاش اقتصاده في العقد الذي تلى الحرب وتحرير أرضه عام 2000. ولكنّه دخل دوامة مستجدّة في عام 2005 وهو يشهد كل عام تقريباً منذ 2005 تدهوراً اقتصادياً ومعيشياً حتى وصل إلى ما نشهده اليوم من وضع مأسوي، جلبته أزمات داخلية مستمرة منذ 20 عاماً. واليوم في ذكرى مرور 49 عاماً على الحرب اللبنانية (13 نيسان 1975) يعيش لبنان حقائق مؤلمة أولاها التحوّل الديموغرافي الكبير (بدءاً بتراجع نسبة المسيحيين المقيمين من 50 إلى 30 بالمئة تقريباً، مروراً بمئات الألوف من اللاجئين الفلسطينيين، وصولاً إلى نزوح ما يزيد عن مليون مواطن سوري بسبب الحرب السورية، ربما نما إلى ما يناهز المليونين)، وثانيتها انهيار الاقتصاد اللبناني منذ تشرين الأول 2019 من 55 مليار دولار سنوياً إلى 20 ملياراً، وثالثتها تدهور...