الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"عيد بأيّة حال عُدت يا عيد"

المصدر: "النهار"
Bookmark
طفل يرفع العلم اللبناني في الكورنيش البحري في بيروت (حسام شبارو).
طفل يرفع العلم اللبناني في الكورنيش البحري في بيروت (حسام شبارو).
A+ A-
بطرس حرب*"عيد بأيّة حال عُدت يا عيد بما مضى أم بأمرٍ فيك تجديد"(أبو الطيّب المتنبّي)تردّدت كثيراً في كتابة هذا المقال، لأنّني كنت قد قرّرت اعتزال العمل السياسي، إلاّ أنّني في اعتزالي العمل السياسي، لم أتنازل عن صفتي كمواطن معنيّ بمتابعة مجريات الأمور في بلده وبمصير وطنه ودولته وشعبه.ولأنّني شعرت أنّ ما آلت إليه الأمور في هذه الأيام البائسة بات يهدّد وجود وطني، وسيادة دولتي، ووحدة بلدي وشعبي، ويهدّد استمرار النظام السياسي القادر على المحافظة على وحدة اللبنانيين وحرّياتهم وتعدّديتهم الاجتماعيّة والفكريّة والثقافيّة، لكلّ ذلك مجتمعاً، قرّرت الكتابة لأدقّ ناقوس الخطر الكبير، بعدما استفزّتني ذكرى إعلان استقلال دولة لبنان، وذكرى يوم العَلم، الذي كنت قد أنشأته عام 1979، يوم تولّيت وزارة التربية الوطنيّة، يوم كانت أعلام دول كثيرة ترتفع في لبنان ويغيب علم لبنان، فأعدتُه يرفرف فوق كلّ الأعلام.وما استفزّني أكثر مجيء وزير خارجيّة إيران، يوم ذكرى استقلال لبنان بالذات، لتوجيه "حزب الله" وتحديد مصير اللبنانيين في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخه، وهو يقف على حافة دخول حرب، ستكون مدمّرة إذا حصلت، في ظلّ حكومة أعلن رئيسها أنّ قرار دخول لبنان في الحرب، أو عدم دخوله، ليس في يد حكومته المنقسمة على ذاتها، ناهيك عن الجهود التي يبذلها لانعقادها في كلّ مرّة، بسبب موقف وزراء "التيّار الوطني الحرّ"، المقاطع للجلسات الحكوميّة، بحجّة أنّها معتبرة مستقيلة، وأنّ دورها، في غياب رئيس الجمهوريّة، لا يتجاوز تصريف الأعمال بالمعنى الضيّق للكلمة، وأنّ أيّ قرار يصدر عنها يجب أن يوقّعه كلّ الوزراء من دون استثناء، وأنّه لا داعي لانعقاد مجلس الوزراء بل اعتماد المراسيم الجوّالة على الوزراء، وذلك خلافاً لما كان يجري في حكومة الرئيس تمّام سلام، التي انتقلت إليها صلاحيّات رئيس الجمهوريّة، بعد خلوّ سدّة الرئاسة بسبب تعطيل جلسات انتخاب رئيس بديل من قِبل "التيّار الوطني الحرّ" و"حزب الله"، والتي لم تكن مستقيلة، بل مقيّدة الصلاحيّات وكأنّها مستقيلة، والتي اعتمدت نظريّة تفادي التصويت على أيّ موضوع خلافي يعترض عليه مكوّنان أساسيّان من مكوّنات الحكومة، وإصدار القرارات بالتوافق، من دون ضرورة توقيعها من كلّ الوزراء كشرط لإصدارها، خلافاً لما يزعمه رئيس "التيّار الوطني الحرّ" اليوم، وأكتفي لتفادي أيّ جدل حول هذا الأمر، بإعطاء مثل على ذلك، يوم امتنعت مع الوزير نبيل دو فريج، عن توقيع مرسوم تعيين رئيسَي مصلحة ينتميان الى "التيّار الوطني الحرّ"، في وزارة التربية، وأنّ المرسومين صدرا ونُفّذا بالرغم من ذلك.وما أرعبني...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم