الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

هذه منى زكي، أنتم "غرباء بالكامل"!

المصدر: النهار - أسامة المصلح - سوريا
 الممثل شريك في إنتاج أيّ عمل فنّي عليه أن يتقبّل رأي الجمهور
الممثل شريك في إنتاج أيّ عمل فنّي عليه أن يتقبّل رأي الجمهور
A+ A-
أنا مع منى زكي حينما توظّف نفسها لخدمة المشهد التمثيلي وإتقانه بما يتوافق مع السينما العريقة؛ فإذا كنتم لا تعلمون ما جرى في السينما المعاصرة، تابعوا حينما كانت الممثلة السورية" إغراء" واحدة من الروّاد، الذين رفعوا القيمة الإغرائيّة لإرضاء رغبة الجمهور في الوطن العربي، فحشدت الأمم أثناء العرض الأول من كلّ فيلم القائم على بطولتها الفعلية. حدث ذلك حينما تعرّت عُرياً كاملاً في فيلم 《الفهد》عام 1972، وكأنها كانت أمام مشهد انتحاريّ لتنقذ الفيلم من عدم المتابعة بعد ما طلبت إليها المؤسّسة العامة للسينما ذلك، وكانت ترفع من سويّة أيّ عمل في السوق، وتعلم أنّها تُسعد الجمهور حتى ولو بمعنى اسمها المستعار، الذي ينطبق عليها تماماً. استطاعت أن تشكّل لها منحى خاصّاً من دون أن تؤذي ذائقة الجمهور، وباحترام مقدّر من قبل الحضور، وتصل بالأدوات التي تمتلكها إليهم، وتجذبهم إلى متابعة أعمالها بشكل دوريّ.
السوشال ميديا أتاحت في الوقت الراهن للجميع أن يعبّر عن رأيه، ومكّنته من الوصول بسهولة لأيّة مادّة فنيّة مطروحة على الإنترنت، وهذا طبيعي، ولكن لمن يكون على علم بتاريخ السينما، وما الذي كانت تعرضه، ولأيّ حدّ من سقف الرقابة تستطيع الوصول إليه.
إلى حين أن وقع في متناول الجمهور العربي فيلم《أصحاب ولا أعز》، الذي يقدّم النسخة العربية من الفيلم الأصليّ《غرباء بالكامل》الذي تمّ إنتاجه لأوّل مرّة بالنسخة الإيطالية في العام 2016، وجرى استنساخ عدّة نسخ منه، منها النسخة الإسبانيّة 2017، الكورية، الفرنسيّة، والتركيّة في العام 2018، إلى أن وصلت نيتفليكس إلى الإنتاج العربي مؤخّراً، واشترت كامل الحقوق.
اختلفت الآراء عند الجميع حول الفيلم، ومن كان له نصيب من الهجوم الشرس، هو منى زكي حينما اعتبرها الجمهور أنها خلعت شرفها بالكامل، أثناء خلعها لباسها الداخليّ "الكيلوت" من خلف فستانها، ما أثار السّخط عند فئة معيّنة من الجمهور المصري، ومنهم المتشدّدون دينياً، وأن هذا الشيء لا يتماشى مع نجمة كبيرة راسخة في عقول المصريين.
حسناً، لا يختلف شخصان على إبداع منى، التي قدّمت كلّ دور بإتقان ممثل يجمع بين الأكاديمية والموهبة، ويستحضر جميع أدواته التمثيليّة لكي يكون مخلصاً أمام الدور المطروح. كانت النجمة المصرية بعيدة عن موضة البوتوكس وعمليات التجميل، التي تعيق عضلات الوجه عن أن تأخذ أريحيّتها بترجمة "الريأكشن"، واللحظة المطلوبة بفصل الحياة الشخصية والتمثيل، وكأنك تعيش معها وتواجهك شخصياً، لكن من وراء الكاميرا؛ الكاميرا التي تلاعبها كأنّها تدبّر أمورها الشخصيّة في المنزل.
الممثل شريك في إنتاج أيّ عمل فنّي عليه أن يتقبّل رأي الجمهور، وأن يُهادنهم بأيّ شكل من الأشكال، وإلّا كان عليه أن يستحضر جمهوراً من أحد الكواكب الشمسيّة ويعرض عليهم فنّه. لكن من الواضح أن ردة فعل الجمهور العشوائية كانت عبارة عن نيّة مبيّتة ومدروسة لخطّة هجوم على منى زكي وزوجها الممثل أحمد حلمي، والفيلم لا يمكن إجراء أيّ نوع من التعديلات عليه، لأنه يراعي الحقوق المحفوظة من الجهة البائعة كيلا يحدث أيّ نوع من التشويه.
حدث ذلك مع الممثلة هند صبري في فيلم 《مواطن ومخبر وحرامي》 ، حينما خلعت لباسها الداخليّ أمام الكاميرا قطعة تلي الأخرى أمام الممثل خالد أبو النجا.
وناهد شريف أيضاً، ظهرت في أحد المشاهد عارية تماماً في فيلم 《ذئاب لا تأكل اللحم》لتعرض مفاتنها سينمائياً.
وإلى الآن ربّما، لم يصل الجمهور الفيسبوكيّ، الذي يتعاطى مع الموادّ الفنيّة من دون دراية بتاريخها، وقيمها، وعلامَ تقوم، إلا بالعشوائية أو التقليد لأحد الآراء، التي موّلت من قبل جهة معيّنة، وهدفها تشويه سمعة أحد صنّاع العمل. ومثلما بدا واضحاً أن كلّاً من الفنانات اللواتي ذكرن هنا، قدّمن أنفسهنّ لخدمة السينما والصورة، التي يحتاجها المشاهد القادم بكامل رغبته لمتابعة فيلم سينمائيّ حقيقيّ؛ فإذا كنتم لا تعلمون ما مدى الاحترام الحقيقي الذي قدّمته منى زكي ومحاولتها إرضاء رغبة المشاهد، فأنتم "غرباء بالكامل".

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم