الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

وثائق إسرائيلية تنشر للمرة الأولى حول مفاوضات كسينجر لفصل القوات بعد حرب 1973

وزير الخارجية الأميركية الراحل هنري كسينجر (ا ف ب)
وزير الخارجية الأميركية الراحل هنري كسينجر (ا ف ب)
A+ A-

بمناسبة مرور 50 عاما على زيارة مندوبي الصليب الأحمر للأسرى الإسرائيليين في سورية في الأول من آذار العام 1974، نشر الأرشيف الإسرائيلي اليوم الجمعة، 40 وثيقة سرية تتعلق بالمفاوضات بين إسرائيل وسورية بوساطة وزير الخارجية الأميركي هنري كيسنجر، حول اتفاق تبادل أسرى وفصل القوات.

بعد اتفاق إسرائيل ومصر على فصل القوات وتبادل أسرى، أراد كسينجر رعاية المرحلة الثانية من الاتفاق المتعلقة بفصل القوات، لأنه سعى إلى استغلال الوضع من أجل دفع خطوات دبلوماسية أوسع بهدف منع استمرار الدعم السوفياتي للدول العربية.

وبحسب الوثائق التي نشرتها صحيفة "يديعوت أحرونوت"، فإن المفاوضات مع سوريا كانت أصعب، وكان الرئيس السوري حافظ الأسد رفض تسليم إسرائيل قائمة بأسماء أسراها في سوريا وهذا كان شرطا إسرائيليا لبدء مفاوضات. ونتيجة لذلك توجه كسينجر الى دمشق للقاء الأسد في 20 كانون الثاني، وخلال اللقاء هاجم الأسد الرئيس المصري أنور السادات، ووافق في الوقت نفسه على بحث خطة لفصل القوات، وأبلغ كسينجر أن وضع الأسرى الإسرائيليين جيد، وطالب بانسحاب إسرائيلي واسع من هضبة الجولان المحتلة.

ولاحقا، وفق ما ذكرت الوثائق، وافق الأسد بعد ضغوط مارستها عليه الولايات المتحدة ودول عربية، خاصة مصر والسعودية، على أن يسلم كسينجر إسرائيل قائمة بأسماء أسراها وكان عددهم 65 أسيرا.

وتشير بروتوكولات الحكومة الإسرائيلية حينذاك إلى وجود خلافات حول الانسحاب من هضبة الجولان المحتلة إلى خط وقف إطلاق النار بعد حرب 1967، الأمر الذي عارضته رئيسة الحكومة مئير.

في المقابل، عبر موشيه ديّان عن تخوفه من استئناف الحرب إذا استمرت إسرائيل باحتلال الأراضي السورية التي احتلتها في حرب 1973.

وبعد أن نشرت وسائل الإعلام الأخبار عن هذه المفاوضات، حتى تزايدت الاحتجاجات في إسرائيل ضد الانسحاب، وهاجموا كسينجر متهمين إياه بممارسة سياسة تزوير وتضليل. فيما طالب مستوطنو الجولان المحتل عدم المس بهم.

هذا فيما أعلنت غولدا مئير أنه لن يكون هناك فصل قوات بأي ثمن، وأنه إذا شكل الاتفاق خطرا على المستوطنات في الجولان فإن الحكومة لن تصادق عليه.

وخلال جلسة مناقشة في الكنيست في 7 أيار هاجم زعيم الليكود حينها مناحيم بيغن، كسينجر وقال إنه "بالرغم من ماضيه كيهودي ملاحق في ألمانيا، إلا أنه غير مبال بضائقة يهود سوريا ويخاطر بأمن إسرائيل من خلال تسوية مرحلية وانسحاب من دون سلام".

وجاء في إحدى الوثائق التي تناولت لقاء بين كسينجر وطاقم المفاوضات الإسرائيلي، أن وزير الخارجية الأميركي رأى أنه بمجرد التوقيع على اتفاق مع "دولة عربية راديكالية هو أمر هام، وكذلك تشجيع الدول العربية المعتدلة وإبعاد السوفيات عن المنطقة"، ووافق ضمنيا على عدم تفكيك مستوطنات في الجولان المحتل.

وبين هذه الوثائق، برقية سرية بعثها سفير إسرائيل في واشنطن، سيمحا دينيتس، في أعقاب محادثة متوترة مع كسينجر، بعد انضمام الولايات المتحدة إلى تنديد مجلس الأمن الدولي بإسرائيل إثر تنفيذها غارات على الاراضي اللبنانية ورفض واشنطن استخدام الفيتو ضد القرار. ونقل فيها عن كسينجر قوله خلال المحادثة بينهما "إنني أكثر قلقا على إسرائيل كيهودي من كوني وزير خارجية الولايات المتحدة. وأميركا هي دولة كبيرة وبإمكانها تحمل الكثير، لكن دولة إسرائيل تتعرض للخطر وأي خطأ قد يكلف استمرار وجودكم. ولن أفعل عن وعي شيئا يشكل خطرا على المصلحة الإسرائيلية. وإذا كانت هناك خلافات بيننا، فهذا ليس لأنني أريد أن أصنع جميلا للعرب أو الروس وإنما لأنني بحق وبصدق أؤمن أن هذا لصالح المصلحة الإسرائيلية. ولن أسمح لنفسي أبدا بدخول التاريخ كمن سمح، لا قدر الله، بخراب أو ضرر لإسرائيل. وما هي الجدوى والهدف الذي سيتبقى في بقية حياتي وكيف سأتمكن من العيش مع نفسي".

 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم