الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

إيران تنشغل بتسريب ظريف وروحاني يرى "مؤامرة"

المصدر: النهار
المندوب الصيني الدائم إلى المقر الأوروبي للأمم المتحدة السفير وانغ كون يتحدث بعد معاودة المحادثات النووية في فيينا أمس.(أ ف ب)
المندوب الصيني الدائم إلى المقر الأوروبي للأمم المتحدة السفير وانغ كون يتحدث بعد معاودة المحادثات النووية في فيينا أمس.(أ ف ب)
A+ A-
طلب الرئيس الإيراني حسن روحاني التحقيق في "مؤامرة" تسريب تسجيل صوتي لوزير الخارجية محمد جواد ظريف، أثار جدلا واسعا لتطرقه الى دور كبير للعسكر في ديبلوماسية الجمهورية الإسلامية.
 
ويتحدث ظريف في التسجيل الممتد لنحو ثلاث ساعات ونشرته الأحد وسائل إعلام خارج إيران، الى دور وازن في السياسة الخارجية أداه خصوصا قائد "فيلق القدس" السابق قاسم سليماني الذي اغتيل بضربة جوية أميركية في العراق العام الماضي.
 
وأثار التسجيل الذي يأتي نشره قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية وفي ظل مباحثات مع القوى الدولية الكبرى لإعادة إحياء الاتفاق حول برنامج طهران النووي، انتقادات من المحافظين المعارضين لحكومة الرئيس المعتدل روحاني، وتصدّر غالبية الصحف.
 
وقال الناطق باسم الحكومة علي ربيعي :"نعتقد أن سرقة المستندات هي مؤامرة ضد الحكومة، النظام (السياسي للجمهورية الإسلامية)، نزاهة المؤسسات المحلية الفاعلة، وأيضا مؤامرة على مصالحنا الوطنية".
 
وأضاف : "أمر الرئيس وزارة الأمن (الاستخبارات) بتحديد الضالعين في هذه المؤامرة"، معتبرا أن "ملف مقابلة السيد ظريف، ولأسباب واضحة ... تمت سرقته ونشره من قبل أشخاص يجري تحديد هوياتهم".
 
وتطرق ظريف لمسائل شتى من أبرزها دور سليماني، في السياسة الخارجية، وأن "الميدان" حظي بأولوية على حساب الديبلوماسية، وفق ما أفادت صحيفة "النيويورك تايمس" الأميركية.
 
وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية سعيد خطيب زاده، إن التسجيل مقتطع من حوار لسبع ساعات غير مخصص للنشر، وتضمن مواقف "شخصية" للوزير الذي يشغل منصبه منذ تولي روحاني الرئاسة عام 2013.
 
وأوضح ربيعي ان المحادثة سجلت ضمن حوارات تجرى مع مسؤولين حكوميين بغرض "تأريخ شفهي" لولايتَي روحاني الذي يترك منصبه في حزيران.
ولم يعلق ظريف الذي يقوم بجولة إقليمية منذ الأحد، على الجدل، لكنه نشر أمس تسجيلا عبر حسابه على إنستغرام، يقول فيه "أعتقد انه يجب ألا تعمل من أجل التاريخ... أقول إنني لا أقلق كثيرا من التاريخ، بل ما يثير قلقي هو الله والشعب".
 
كما وزعت وزارة الخارجية عبر قناتها على تطبيق "تلغرام" شريطا مصوّرا يتضمن لقطات لظريف وسليماني معا، مرفقا بتعليق قالت إنه من التسجيل المسرب.
وجاء فيه :"كلما رأيته (في إشارة لسليماني)، كنت أعانقه وأهمس في أذنه: فالله خير حافظ. أعتقد أن بلادنا تلقت ضربة كبيرة بعد رحيل الشهيد سليماني... هذه هي معتقداتي، وقلتها وصرّحت بها في كل مكان، حتى في الاجتماعات الخاصة".


تنوع آراء وسياسات "حاسمة" 
وسعى ربيعي في مؤتمره الى التقليل من شأن التباينات بين آراء المعنيين بنسج السياسة الإيرانية، مشيرا الى أن ذلك يظهر "دينامية" في اتخاذ القرار.
وأوضح "في نهاية المطاف، شبكة من الآراء المختلفة ومؤسسات اتخاذ القرار تتوصل الى سياسة موحدة في كل المجالات".
 
وكتب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي علي شمخاني عبر تويتر، إن "السياسات الحاسمة لـ #ايران في الميدان والديبلوماسية كانت وما تزال تحصيلا حاصلا لمحادثات مقنعة ومحجوبة عن وجهات النظر المسمومة من غير الأمناء والأعداء. ليس هناك ازدواجية في عدم المساومة على تنفيذ هذه السياسات، والتي تنبع من المبادئ القطعية لـ #الثورة_الإسلامية".
 
وبعد ظهر أمس، أورد موقع "ميزان أونلاين" التابع للسلطة القضائية عن فتح "إجراء قضائي في المحكمة الأمنية بطلب من المدعي العام" لطهران، وذلك بتهمة "نشر ووضع معلومات البلاد السرية في متناول أفراد غير مؤهلين".


صلة بالانتخابات؟
وأثار التسريب انتقادات من المحافظين، سيما وأن التصريحات طاولت سليماني الذي يعد من أبرز مهندسي السياسة الاقليمية الإيرانية، ويحظى بمكانة كبيرة خصوصا بعد مقتله بضربة أميركية في العراق مطلع 2020.
ووجهت الصحف المحافظة انتقادات لاذعة لظريف، بينما سألت الإصلاحية عن مصدر التسريب وغاياته.
 
ونشرت "وطن أمروز" المحافظة على صفحتها الأولى صورة كبيرة لظريف مع عنوان هو "حقير" (بالفارسية، وهي أقرب الى "الدنيء" بالعربية).
وكتبت "يزعم ظريف أن انجازات أو قدرات المفاوضات والديبلوماسية تم منحها الى ’الميدان’، علما بأنه يجدر بالديبلوماسية أن تتبع مسارا لزيادة قوة النظام (السياسي لإيران)".
 
من جهتها، اعتبرت "كيهان" أن "تعليقات كهذه توفر معلومات وذخيرة لحرب العدو النفسية... "، ملمحة الى أن الحكومة قد تكون خلف التسريب.
ورأت "جوان" أن سليماني "اغتيل جسديا بناء على أمر" من الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، "لكن وزير خارجية بلادنا، بزعمه هذه الأمور لأسباب غير معروفة، اغتال شخصيته".
 
أما "شرق" الإصلاحية، فسألت على صفحتها الأولى "من سرّبه، من استفاد؟" وأضافت: "شكاوى ظريف المضمرة من الثنائية بين الميدان (العسكري) والديبلوماسية لا ترسم صورة وزير خارجية قوي ومستقل قادر على أن يصير رئيسا قويا ومستقلا للدولة".
ولمحت صحف ومحللون محليون الى وجود رابط بين تسريب الشريط، والانتخابات الرئاسية في 18 حزيران لاختيار خلف لروحاني الذي سيتم ولايتين متتاليتين ولا يحق له الترشح مجددا.
 
ونقلت صحيفة "اعتماد" عن المحلل الإيراني عباس عبدي، إن التسريب "لن يؤثر على السياسة الداخلية، لكن نتيجته بالحد الأدنى ستكون بالتأكيد عدم ترشح ظريف الى الانتخابات".   
وقالت وكالة "تسنيم" الإيرانية، بأن أحد المسؤولين عن تسجيل المقابلة مع ظريف طلب اللجوء إلى الولايات المتحدة قبل فترة وجيزة.
وعلى رغم نفي ظريف في أحاديث صحافية نيته الترشح، يرى محللون أنه قد يقدم على هذه الخطوة، خصوصا في حال عدم تمكن السياسيين المصنفين محافظين، من الاتفاق على اسم موحد لخوض الانتخابات.
 
وأتى تسريب التسجيل في ظل خوض طهران والدول التي لا تزال منضوية في الاتفاق النووي لعام 2015، مباحثات في فيينا للبحث في إعادة إحياء الاتفاق المتداعي منذ انسحاب الولايات المتحدة أحاديا منه في العام 2018.
وأمس، بدأت في فيينا جولة ثالثة من هذه المباحثات.
 
وأكد المندوب الروسي لدى الوكالة الدولية للطاقة الذرية السفير ميخائيل أوليانوف، في تغريدة عبر "تويتر"، "انطلاق جولة جديدة من المحادثات بجلسة رسمية للجنة المشتركة لمتابعة تطبيق خطة العمل الشاملة المشتركة" المتعلقة بالاتفاق النووي.
وأضاف أوليانوف، الذي يقود وفد بلاده إلى المحادثات: "أثبتت المناقشات أن المشاركين يسترشدون بهدف واحد يتمثل في الاستعادة الكاملة للاتفاق النووي في شكله الأصلي. تقرر تسريع العملية".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم