متى نترجّل عن صهوات الغباء؟

سامي سليم حاوي  في كل مناسبة يتنطع المسؤولون السياسيون ‒ وما أكثرهم ‒ لمحاربة الفساد وللقضاء على الفاسدين والمُرتشين والمُزوّرين، فنخال أنفسنا، وخاصة عندما يقولون لنا إن في مُتناول أيديهم كل المُعطيات والحيثيات والإثباتات والوثائق التي تُدين المُتورّطين والمُتواطئين على حدّ سواء، وإننا تبعاً لذلك قد أصبحنا قاب قوسين أو أدنى من اجتثاث تلك الموبقات والآفات من جُذورها، وجنحنا بالتالي إلى انتهاج المسار الصحيح للارتقاء بالوطن إلى أسمى مراتب النزاهة والعدالة والكمال.ولسنا ندري، وهنا مكمن الغرابة والاستهجان، كيف يتهيّب أولئك المُراؤون والفريسيون والزنادقة، بألسنتهم السليطة، من كشف أسماء تلك المنظومة التي سطت على المال العام وأذلت الفقراء والمهيضي الجناح، وقامرت بأموال المودعين وألقت من جراء ذلك باللبنانيين على ضفاف وحافات الفاقة والحرمان، اللهم إلا إن كان وراء تلك الأكمة تلك الخليّة التي كانت تتولى، على الدوام، المُحاصصات وتوزيع الغنائم في ما بينها، وتحرص كل الحرص وفي الوقت عينه على كتمان تصرّفاتها ومُمارساتها خشية أن تخدش مكانة وكبرياء الكبار في الدولة.واستطراداً، من المسؤول عن ربقة السياسات...