الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"صرخة الغضب" ... كتاب يفكّك الهوامش ويشفّر الرموز... يقرأ الإشارات ويصغي لنبض الكلمات

المصدر: "النهار"
محمود فقيه
محمود فقيه mahmoudfaqih
Bookmark
من توقيع كتاب "صرخة الغضب".
من توقيع كتاب "صرخة الغضب".
A+ A-
الغضبُ التشريني اللبناني الذي شغلَ الناس وملأ الساحات، أسال مداداً وأشعل "برامج حوارية"، وأجّجَ معارك افتراضية على الشابكة. كما طرحَ تساؤلات جدّية عن مدى اختراقه الوعي العام وتأثيره الفعلي في مجريات الأمور. لكنه ما كان بعيون القائمين به مجرّد "نفثة في رماد" أو "صرخة في وادٍ". هو خروج جَماعي عن "سياق" مهيمن رزح طويلاً على أكتاف البلد وأناسه. وكي لا تذهب "الرواية" أدراجَ الرياح، أو يعتريها تعديلٌ و"روتشة" تقتضيها أحوالٌ متبدّلة، ها كتابُ "صرخة الغضب" يبصر النورَ. يوثق الدكتور نادر سراج ألوان ثقافة "الهامش" النابض حياةً، والمتناثر بلاغةً جريئة وصادمة تتنزّل حروفاً وخطوطاً وكلمات على جدران شوارع الاحتجاج العربية. عهدنا به يلاحق الحناجر الغاضبة في الساحات من "التحرير" إلى رياض الصلح" فـ"الشهداء".يلملم ملتقطات الكلام ويشفّر ما استتر خلف اللافتات، وما اختزنته صدورٌ ودوّنته لافتات، واشتعلت تردّداته على الشابكة. مبادراته البحثية عنوانها حفظ الشعارات من آفتي النسيان والاندثار. البداية كانت مصرية الهوى، وتجلّت في دراسة نتاج وثورة يناير. وعاد فكللها في كتاب وثّق حركة الاحتجاج اللبنانية في آب 2015.لم يكتف من عملية الرصد المرئية ولا من صور الإعلام والصحف بل اخترق جلسات الحوار وناقش الشرائح الشبابية في خيامهم. جالسهم وسألهم واستمع لهواجسهم وأصغى إلى كلامهم الظاهر منه والمضمر، واستخرج منهم ما سقط سهواً.جعل من هوامش أحاديثهم العفوية وهتافاتهم الصدّاحة وجدارياتهم المبدعة متوناً تنضح معرفة وفكراً تغييريين بل استشرافيين. أضلعُ ثلاثيته الشعاراتية تكاملت مع صدور كتابه السادس عشر الذي كسر مجدّداً فيه جدار الصمت. قرأ على مسامع القرّاء وأتاح لنا أن نقرأ فيه ما لم يُكتب في السابق. معه يستكمل الباحث اللساني سراج...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم