الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

محمد الجواهري يردّ على أسئلة الجبوري في "عبر السماء الافتراضي": كان الملوك والرؤساء يرتجفون أمام شعري وقد مدحتُهم لأُفزِعهم به

أسعد الجبوري
Bookmark
محمد الجواهري يردّ على أسئلة الجبوري في "عبر السماء الافتراضي": كان الملوك والرؤساء يرتجفون أمام شعري وقد مدحتُهم لأُفزِعهم به
محمد الجواهري يردّ على أسئلة الجبوري في "عبر السماء الافتراضي": كان الملوك والرؤساء يرتجفون أمام شعري وقد مدحتُهم لأُفزِعهم به
A+ A-
عندما رأينا الشاعر محمد مهدي الجواهري في تلك البقعة من السماء، كانت تقاسيم الوجه البشوش قد عادت إلى الوراء سنوات وسنوات. وجه فارقته النظارات الطبية فقط، وباتت مساحته محررة مما كان محجوباً في الماضي. كان بشورت متعدد الألوان وبقميص أحمر مكتوب عليه: "هنا مركز الزلزال". كأن ذلك الشاعر المشاكس لا يزال في مراهقة دائمة. رأيناه يمسك بالمضرب، ويمارس اللعب مع فتيات منشغلات بصدّ كرات الشاعر الملتهبة. شعرنا في البدء، بأن الاقتراب من اللاعب المتمرس الهائم بزلازل تلك الصدور المنسوجة من الينابيع، ربما يربك المشهد. لكن الجواهري بدهائه ومكره، تقدم نحونا، وهو يقول: كما ترونني الآن، أريد أن أُطلع الفرق وألعب رياضة، طالما حُرمت منها على وجه تلك الأرض هناك. ■ لكنك مارست الرياضة الأخطر هناك، يا أبا فرات؟- لا تُسمِّ الشعر رياضةً. فهو ليس غير تمارين في الجحيم.■ أي الأرضين صاغت الجواهري شاعراً عملاقاً بهذا القدر من القصيد، أهي أرض النجف أم تربة الشعر؟- أرض النجف. ليس من شكّ في ذلك. فهي التربة الأولى التي تشبعتُ من نسوغها النحو والصرف والبلاغة والفقه، إلى جانب التداخل الروحي مع أبي الطيب المتنبي و"البيان والتبيين" و"مقدمة ابن خلدون" ودواوين الشعراء العرب، ممن بلغوا الجبال بقاماتها، وصار بعضهم من القمم.■ فقط؟!- كنت منذ بدايات ما بعد الطفولة، أتلمس الحياة تلمّس المتيّم بحديقة غنّاء من الكلمات. لذلك قدرتُ إلى حد ما أن أجعل بنيان جسدي موازياً للبنيان الشعري الذي كنت أنصتُ إلى جداوله وإلى أهواله مبكراً. فالنجف لم تمنحني الفرصة الوافرة لرضاعة الشعر وحسب، بل دفعتني إلى الكثير من التجارب غير المتعلقة بالجانب الأدبي. هناك كانت الطواحين والصراعات المولّدة لمختلف الإرهاصات التي عادةً ما تقود إلى الجانب الشعري في نهاية المطاف.■ وربما بسبب الضجر المبدئي من طقوس الثقافة الدينية التي ألبسوكَ إياها في تلك المدينة المقدسة الشريفة؟- ليس في هذا الاستنتاج من جهد قيّم يدل على الواقع. فأنا والنجف، كلانا كنا نتطلع للخروج من عنق الزجاجة إلى الفضاءات الأوسع. فالعمامة التي وجدتها موضوعةً يوماً على رأسي، كانت تُشعرني كما الكابوس بالضيق والانحسار. كذلك تلك المدينة، كانت دائمة المحاولات للخروج عن سراديب الحبس والقراءات المُكبّلة والتوسع في الاجتهاد طولا وعرضاً.■ لكنك سرعان ما استبدلتها بعمامة أخفّ. فما الفرق؟- العمامة الأولى كانت رمزاً دينياً، فيما الحطة أو الكوفية المشغولة بالكلمات والرسوم الزخرفية التي استقرت على الرأس ردحاً من الزمن لا تغتني إلا بالبعد الجمالي.■ كأن لا بد من مظلة أو من خوذة لحماية رأس الشاعر، خشية تساقط أحجار الدهر عليه. أليس كذلك؟- هذا كلام دقيق. فرأس الشاعر حتى وهو في أعلى درجات الهدوء والصمت والتأمل، يثير في...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم