الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

انقذوا منتزهات الليطاني

حسين عياد- استاذ مدرسة متقاعد يهتم بشؤون البيئة
انقذوا منتزهات الليطاني
انقذوا منتزهات الليطاني
A+ A-

عن أي خطة لإنقاذ #الليطاني يتكلمون، ومتى تبدأ وهل تشقّ طريقها الى التطبيق على الارض؟ وكم مرة ستضيع الاعتمادات المالية وتتبخّر وتذهب الى جيوب المنتفعين؟


إليكم ما تحمله الذاكرة:


تعلمنا في القرن الماضي في كتاب الجغرافيا خطة مشروع الليطاني 600 متر أو 900 متر، ورسب الكثيرون من الطلاب لأنهم لم يحفظوا الخطة ووقع الخلاف بين المسؤولين طوال سنوات عدة من أجل تقاسم الجبنة. جُمِّد المشروع وضاعت الأموال حتى بدأ العمل بجزء صغير سنة 2015 .
أُقيمت المعامل والمصانع والمؤسسات والدبغات على مقربة من ضفاف النهر بتغطية من المسؤولين المتعاقبين يومها، ومن دون صراخ ولا تهويل على الليطاني.


في سنة 2002 فاضت مياه النهر بفعل الأمطار الغزيرة، وتم اكتساح الممتلكات واجتياحها من بيوت وبساتين ومنتزهات... وأرسلت الدولة فريقا للكشف في عام 2002 وتحديد الأضرار، وبالنتيجة خصّصت تعويضًا صغيراً تجاوز المليون ليرة بقليل. وحسم نصف المبلغ لتكاليف الكشف انذاك! وتبلّغ كبار المسؤولين بذلك واستهجنوا، وما زالوا حتى اليوم .
وفي تلك السنة أخذت الحكومة قرارًا بإزالة التعديات من على ضفاف النهر. جرى تلزيم المشروع الى متعهّد، فسحب الرمل من قعر النهر وأخذه وقطع الأشجار وباعها ورمى الركام وفضلات الجرف في مجرى النهر... أنهى... قبض... ومشى.
تعطّل الموسم في ذلك الصيف، ومَن تمكّن من الأطفال ونزل النهر، خرج جريحًا الى اقرب مستشفى.


وبعد سنة 2004 عاد حرم النهر إلى وضعه كما كان قبل إزالة التعديات بسبب إصابة المسؤولين عن الليطاني بالكفاف، لأنهم يتقاسمون ثمار المزروعات والخضر التي أُعيدت زراعتها.


وفي حزيران هذه السنة انفجرت أدمغة المسؤولين، وتوصلت عبقريتهم الى خلاصة تقول: إنّ الليطاني قاتل ومميت ومجرم، يجب إعدام مئات المنتزهات، وتعطيل الحركة الاقتصادية، وصرف العمال، وحرمان الآلاف من الفقراء والطبقة الوسطى وأصحاب الدخل المحدود من التمتع بالعطلة الصيفية.
كثرت الخطط وخرج الخبراء علينا، وهجم الإعلام من دون جدوى، وجراح الاهالي والغيارى على الليطاني تنزف.
كان من الأفضل وبسرعة وخلال أيام معدودة إقفال المرامل وعمليات الجرف وقطع المجاري الصحية وأخذ العينات من نقاط عدة من المجرى، لأن الينابيع ترافقه على طول مجراه. وكان ينبغي تَرك الناس تعمل في منتزهاتها لفترة شهرين، وتأتي بعدها الخطط والمشاريع، مع علمنا أنها ستبقى وهمية، وتستقر بالعيش في مقبرة اللجان.


الخميس في 21 الجاري نعت الدولة الليطاني، وهدّدت الناس بالعقاب، وتنصلّت من المسؤولية . فكانت الخلاصة الآتية: إقفال 200 منتزه، وتشريد 2500 عامل، وشل مئات المحال التجارية... فقبع الالوف من المتنزهين في منازلهم، وتهدّد موسم الحمضيات والخضر.


جميع الذين يستفيدون من منتزهات الليطاني هم لبنانيون يا سادة، ولا بد من إنقاذهم.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم