الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

ماذا حدث؟ دبّرها "أبو جورج"!

سمير عطاالله
Bookmark
ماذا حدث؟ دبّرها "أبو جورج"!
ماذا حدث؟ دبّرها "أبو جورج"!
A+ A-
"ثلاثة اخطار كبرى تهدد لبنان: الطائفية والماعز والسياسة، لأنها جميعاً تأكل الأخضر واليابس".واصا باشا، المتصرفتزاملت خلال عملي في جريدة "الرأي العام" الكويتية مع مدير المطبعة الذي لم نعرفه إلا بكنية التحبب "أبو جورج". وكان ذلك كافياً. تمر به في المطابع، فإذا ابتسامته تسبقه على الدوام. وكان عند أبو جورج "محط كلام"، يسبق أيضاً ابتسامته. مهما طلبت منه، يكرر قولاً واحداً: "بتتدبر، في شي ما بيتدبر؟". بالفعل كانت أكثر الأشياء "تتدبر"، أما ما هو فوق طاقة، أبو جورج أو صلاحياته، فينسى هو الطلب ونتناسى التلبية. وذات مرة التقيته في رواق المطبعة فتجاوزني مسرعاً، ودفع الباب أمامه فارتد عليه ولطم وجهه. وهم بأن يشتم أم وأب وأخت الابواب، لكنني اعترضت قائلاً: "أبو جورج. بتتدبر". ولم يضحك أبو جورج. ألم وإهانة معاً.دائماً نصل الى الحافة، ثم "تتدبر". وأستخدم هذا المصطلح بالتحديد لأنه يعبّر في دقة عن مسلسل الوشكيات التي نحن فيها منذ سنين. ولا أعرف على وجه الضبط إن كنا نحن من ورث التعبير عن الفرنسيين، أم انهم نقلوه عنا: SE DEBROUILLER والمقصود بهذه "اللطافة اللغوية" أن المسألة لم تحل، ولن تحل، ولا حل لها. لكن صفو الخواطر أهم من زغل الحقائق. لذلك، إذا اختلف شقيقان في منزل ولم يستطع الأب العثور على حل، اقترح صيغة غير مقبولة من أحد وقال: دبروا حالكم!نام لبنان ليلة الجمعة على وسادة مخاوفه القائمة منذ فترة: الكارثة المالية الموشكة، النزاع السياسي المتوسع والمشين، الاحتقان التفجيري بعد قبرشمون، بيان لا سابقة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم