كاتدرائية نوتردام في باريس، جوهرة العمارة القوطية ورمز الصمود التراثي الفرنسي، تظهر أخيراً على قطعة نقدية جديدة من فئة 2 يورو، وهو إصدار وطني أول يجمع بين الذاكرة والفن والاستخدام اليومي.

رمز تراثي في دائرة الضوء
شُيّدت كاتدرائية نوتردام في القرن الثاني عشر على جزيرة لاسيتيه في قلب باريس، وقد شكّلت علامة فارقة في التاريخ المعماري والروحي. وبعد الحريق الكبير في نيسان/أبريل 2019، رُمّمت بجهدٍ واسع شارك فيه حرفيّون ومتطوّعون ومؤسسات ثقافية وتراثية عديدة. وتأتي عملة الـ2 يورو في سياق هذا المسار من الترميم والاحتفاء، إذ قرّرت "دار سكّ النقود في باريس" (Monnaie de Paris) تخليد صورة الكاتدرائية على قطعة نقدية رسمية.

كاتدرائية نوتردام في باريس على فئة 2 يورو. (Monnaie de Paris)

ماذا نعرف عن العملة الجديدة؟
تُظهر الجهة الأمامية من العملة الواجهة الغربية للكاتدرائية، بما في ذلك الوردة الزجاجية المركزية والبرجين التوأمين. الإصدار يحمل تاريخ 2025، ووفقاً لمصادر متخصّصة في جمع العملات، ستُطرح 20 مليون قطعة مخصّصة للتداول العام، بقطر 25.75 ملم ووزن 8.5 غرامات.

أما بالنسبة للإصدارات الخاصة، فعبر "دار سكّ النقود في باريس"، تُتاح لهواة الجمع نسخ "Proof" - عملة تذكارية مصقولة جداً بجودة عالية، تُصنع بعناية لهواة الجمع، وليست للتداول اليومي -  و"Brilliant Uncirculated" - عملة جديدة لم تُستعمل من قبل، لامعة ونظيفة، لكنها ليست بجودة "بروف" وليست للتداول اليومي.

كاتدرائية نوتردام في باريس على فئة 2 يورو. (Monnaie de Paris)

لماذا الآن؟
تُفسَّر هذه الخطوة بأسباب عدّة:

- أُعيد افتتاح الكاتدرائية أمام الجمهور في كانون الأول/ديسمبر 2024 بعد خمس سنوات من أعمال الترميم.

- البرجان - أكثر عناصر المبنى رمزية - أعيدت إليهما الحياة في أيلول/سبتمبر 2025.

- اختيار فئة الـ2 يورو يتيح لجمهور واسع التفاعل مع التراث الوطني.

- التصميم المعتمد لا يركّز على الجماليات فحسب، بل يبرز أيضاً البُعد الرمزي: الصمود، ومهارة الحرفيين، والقيمة الجماعية للتراث.

وفي هذا السياق، صرّحت "دار سكّ النقود في باريس" بأنّ العملة تمثّل "طريقة للاحتفاء بجميع النساء والرجال الذين شاركوا في ورشة إعادة الإعمار".

كاتدرائية نوتردام في باريس على فئة 2 يورو. (Monnaie de Paris)

ما الذي يعنيه ذلك لهواة الجمع وللجمهور العام؟
بالنسبة لهواة جمع العملات، تُعدّ هذه القطعة إضافة قيّمة، ليس فقط بسبب حجم الإصدار الكبير، بل لما تحمله من رمزية قوية في التاريخ الفرنسي المعاصر. بعض دور النشر المتخصصة تشير إلى أنّ نسخة العملة غير المخصصة للتداول  (Brilliant Uncirculated) سيبلغ عددها أيضاً 20 مليون قطعة.

أما بالنسبة للجمهور العام، فمن المرجّح أن تدخل العملة في التداول الرسمي في فرنسا، ما يتيح لكل شخص فرصة اقتنائها أو جمعها. غير أنه في الأشهر الأولى، يُتوقّع أن تكون متوافرة أكثر في الإصدارات الخاصة (مثل العلب المجمّعة أو الطبعات التذكارية) قبل أن تصبح شائعة في الاستخدام اليومي.