الخميس - 18 نيسان 2024

إعلان

"محطِّمات الصمت" شخصية العام 2017... ٣٥٪ من اللبنانيات اعترفن!

ليلى عقيقي
"محطِّمات الصمت" شخصية العام 2017... ٣٥٪ من اللبنانيات اعترفن!
"محطِّمات الصمت" شخصية العام 2017... ٣٥٪ من اللبنانيات اعترفن!
A+ A-

مع مشارفة عام 2017 على الانتهاء، وككل سنة، أعلنت مجلة "تايم" اسم شخصية العام 2017.

وبعد أن ربح ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان اللقب بحسب استفتاء الجماهير عبر الانترنت، أعلنت المجلة أمس فوز "محطِّمات الصمت" (The Silence Breakers) من حركة "أنا أيضاً" (MeToo#) باللقب.


إقرأ أيضاً: الأمير محمد بن سلمان "شخصية العام" باختيار قرّاء مجلة "تايم"

أسباب عدة جعلت من هذه الحركة أهلاً للربح واستحقاق لقب شخصية العام. فكيف بدأ نشاط "أنا أيضاً" وما كانت تبعاته؟ وهل يمكن لحركة مماثلة أن تبصر النور في لبنان؟ وما العوائق التي تعرقل انتشارها في مجتمعنا؟

كيف أُطلق الهاشتاغ؟

يوم الأحد 15 تشرين الأول غردت الممثلة الأميركية #آليسا_ميلانو في صفحتها عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" ناشرة صورة تحتوي على الجملة التالية "إقتراح من صديق: إذا كتبت جميع النساء اللواتي تعرضن للتحرش أو الإساءة الجنسية "أنا أيضاً" في ستاتوس، ربما يشعر الناس عندها بحجم المشكلة"، وأرفقت الصورة بجملة " إذا كنت يوماً عرضة لتحرش أو إساءة جنسية أكتبي "أنا أيضاً" كردٍ على هذه التغريدة".

وكان لتغريدة ميلانو هدفاً واضحاً يومها، وهو تشجيع النساء على التكلم عن تجاربهن مع التحرش الجنسي. 

ولم تمر 48 ساعة على إطلاق الممثلة لهاشتاغ #MeToo حتى وصل عدد مستخدميه إلى مليون شخص تقريباً.

وأصبح اليوم عدد المرات التي استخدم فيه هذا الهاشتاغ عبر مواقع التواصل نحو 180 مليون مرة.

أما انتشار "أنا أيضاً" فتزامن مع سقوط المنتج الهوليودي #هارفاي_واينستين بعد الادعاء عليه بسوء السلوك الجنسي التي استشرى على مدى عقود.

إقرأ أيضاً: فضيحة في هوليوود تطال المنتج هارفي واينستين نساء بينهن نجمات يتهمنه بالاغتصاب والتحرش

وعلى الإثر، عشرات النساء، من بينهن أنجيلينا جولي، اتهمن واينستين بالتحرش والاغتصاب.

وكثيرون كانوا الرجال الذين استخدموا هذا الهاشتاغ لإظهار دعمهم للنساء اللواتي تعرضن لتجارب بشعة.

وانتشر هذا الهاشتاغ بلغات أخرى في بلدان عدة، ففي فرنسا مثلاً أُطلق #balancetonporc.

إقرأ أيضاً: التّحرّش الجنسيّ... "الرّوايات مريعة"


من هن النجمات الضحايا؟

سبحة الاتهامات والاعترافات كرّت، نجمات وشخصيات من حول العالم روين تجاربهن مع رجال تبؤوا مراكز عدة في مجالات مختلفة.

إقرأ أيضاً: التحرش الجنسي تابع... هذه المرة جورج بوش الأب!

ولائحة النجمات اللواتي اعترفن بتعرضهن لعمليات #تحرش و #اغتصاب لم تكن قصيرة، وتضمنت: النجمة العالمية ليدي غاغا والمتدربة السابقة في البيت الأبيض مونيكا لوينسكي والممثلة ديبرا ميسينغ والممثلة الأميركية غابرييل يونيون والممثلة النيوزيلاندية آنا باكوين والممثلة الأميركية باتريسيا آركيت والممثلة الأميركية إيفان راشيل وود والممثلة الأميركية أميركا فيريرا والفنانة الأميركية شيريل كرو والممثلة جيليان أندرسون والممثلة الأميركية روزاريو داوسون والممثلة الأميركية سلمى بلير والممثلة والمنتجة الأميركية فيولا دايفيس والنائبة البريطانية ستيلا كريسي والمغنية الايسلندية بيورك.

إقرأ أيضاً: مونيكا لوينسكي تضرب من جديد: #Me_too

إقرأ أيضاً: التحرش الجنسي في هوليوود تابع... هذا ما فعله ستيفان سيغال بالممثلتين!


إقرأ أيضاً: مغنية تكشف: المخرج تحرش بي جنسياً

وتمكنت بعض الاعترافات والاتهامات التي وجهتها ضحايا عدة من عزل أسماء كبيرة من مناصبها، مثل مدير استوديوهات "أمازون" روي برايس الذي استقال من منصبه ورئيس مجلس النواب في ولاية كنتاكي الأميركية جف هوفر الذي استقال من منصبه أيضاً، كذلك الصحافي ورئيس تحرير مجلة "ذا نيو ريبابليك". هذا وفُصل الممثل كيفين سبيسي من عمله في مسلسل “هاوس أوف كاردز” ومشاريع فنية أخرى، إثر اتهامه بالتحرش الجنسي برجال عدة.

إقرأ أيضاً: مزيد من فضائح التّحرش الجنسيّ... أسماء كبيرة تهوي

إلى ذلك، انتشرت تغريدات عدة تكشف أسماء النساء اللواتي اتهمن الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتحرش. ومن بينها تغريدة سكوت دويركن.

إقرأ أيضاً: مرشح جمهوري لمجلس الشيوخ متهم بالتحرش... إحدى ضحاياه كانت في عمر الـ14


وبعد الهزة التي أحدثتها هذه الحملة حول العالم، هل يمكن أن يكون لها التأثير نفسه على المجتمع اللبناني؟

نحو ٣٥٪ من النساء اللبنانيات تعرضن للتحرش

وشددت  ‎مستشارة رئيس الحكومة ونائبة رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة ومستشارة وزير الدولة لشؤون المرأة عبير  شبارو، في حديث لموقع "النهار"، على أن إقرار قانون لحماية المرأة من العنف والتحرش في #لبنان هو أساس لمساعدتها على التكلم عن تجربتها والبحث عن متابعة.

وأشارت شبارو إلى أن نحو ٣٥٪ من النساء اللبنانيات تعرضن للتحرش، وأضافت "هؤلاء اللواتي تجرأن على الاعتراف".

ولفتت إلى "تضامن اللبنانيين مع حملة Me Too من خلال التداول بالهاشتاغ عبر مواقع التواصل الاجتماعي".

إقرأ أيضاً: حكايات مخيفة عن الابتزاز الجنسي في لبنان... ركّبوا مقطع فيديو لوجه سلوى على جسم فتاة شبه عارية!

من الصعب التكلم عن النساء والجنس معاً

بدورها، أشارت مديرة مشروع الجنسانية والصحة والحقوق الجنسية والإنجابية في جمعية أبعاد سجى ميخائيل، في حديث لموقع "النهار"، إلى أن "هدف حملة "أنا أيضاً" كان مشاركة النساء تجربتهن مع المجتمع وعلى العلن، إلا أن المجتمع اللبناني لن يسمع أو يستوعب تعرض المرأة للتحرش الأمر الذي سيؤثر نفسياً عليها".

وأوضحت أن من خلال استفتاء عبر الهاتف قامت به الجمعية "تبين أن واحدة من كل ٤ نساء في لبنان تعرضن للتحرش". وأسفت لأن "بدل الدعم الذي يجب أن تحظى به اللبنانيات في هذا الخصوص، يحيط التعتيم بقصصهن".

وقالت "المجتمع اللبناني ليس جاهزاً في الوقت الحالي لاستيعاب حملات مماثلة لأنه يواجه حواجز فكرية وتحفظات اجتماعية"، وأضافت "من الصعب التكلم عن النساء والجنس معاً".

ولفتت ميخائيل إلى "وجود عمل مكثف"، مشددة على ضرورة "تنظيم القوانين"، وسألت "في حال تعبير المرأة وتكلمها عن تجربتها هل يوجد أماكن كافية لدعمها؟".

وختمت بالقول " الحلول تبدأ بكسر الصمت حول التحرش والعمل مع الجهات المعنية لتقديم المساعدة للنساء اللواتي عايشن تجارب بشعة من هذا النوع".

وفي النهاية، تبقى معضلة التحرش الجنسي في العالم أجمع واقعاً يتكرر يومياً مع مئات النساء. فهل تشهد البشرية يوماً يتخلى فيه الإنسان عن غرائزه الحيوانية ويحترم المرأة بشخصها وكيانها من دون التوقف عند شكلها الخارجي والصور الإباحية التي تُرسم في مخيلته؟

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم