الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

وزيرة الدولة لشؤون التعاون الدولي في الإمارات: إنه عام الاستدامة وأزمة التغيّر المناخي مرحلة مفصلية

المصدر: "النهار"
 وزيرة دولة الإمارات لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي (أ ف ب).
وزيرة دولة الإمارات لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي (أ ف ب).
A+ A-
ألقت وزيرة دولة الإمارات لشؤون التعاون الدولي ريم بنت إبراهيم الهاشمي بيان دولة الإمارات في المناقشة العامة للجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها الثامنة والسبعين.

وتناولت الهاشمي موضوعات مهمّة، جاء طرحها في الوقت الذي يشهد فيه النظام الدولي أزمات متصاعدة وقالت: "اختارت دولة الإمارات أن يكون هذا العام عام الاستدامة، تحت شعار "اليوم للغد"، إدراكاً منها بالمسؤوليات تجاه أجيال الحاضر والمستقبل التي تستحقّ العيش في بيئات آمنة، ومزدهرة، وتكريماً للأجيال السابقة التي لم تألُ جهداً للنهوض بالأمم وتنميتها، وحرصاً على صون كوكب الأرض بما يحتويه من موارد وحضارات عريقة".

وفي سياق متّصل، أكّدت الهاشمي على أهمية هذا النهج في خضم المعارك الوجودية التي يخوضها العالم اليوم، سواء من حيث مجابهة النزاعات المسلحة، والتغير المناخي، وموجات التطرف والعنصرية وخطاب الكراهية التي تجتاح العالم.

وأضافت أنّ "معالجة هذه التحديات أصبح ممكناً في وقتنا الحاضر أكثر من أي وقت مضى، خاصة مع وصولنا إلى أعلى درجات التطوّر، فنحن نمتلك التكنولوجيا المتقدّمة لإيجاد حلول مبتكرة للتحديات المعقدة".

وأشارت في بيان الدولة إلى أهمية الحفاظ على نظام دولي قائم على احترام سيادة الدول، واستقلالها، وسلامة أراضيها.

وقالت إنّ "اللجوء للقوة بدلاً عن الحلول السياسية، وتقسيم العالم بمنطق "مع وضد"، لن ينجم عنه إلا المزيد من الفوضى، وبعثرة الجهود الديبلوماسية"، مؤكّدة "ضرورة احترام الاختلاف والتنوع السياسي والتنموي".
 
وشدّدت الهاشمي على أنّ المسار السلمي هو السبيل الأمثل للتعامل مع الأزمات وقالت: "لقد مزّقت منطقتنا قوّة السلاح والخطاب المتطرف، ونحن لا نألو جهداً لخفض التصعيد والدعوة إلى تغليب الحوار والديبلوماسية لحلّ الخلافات، وفي الوقت ذاته، نتوجّه نحو تعزيز الترابط الاقتصادي بين دول المنطقة، كأداة لخلق واقع جديد من التكامل، من شأنه إحلال الاستقرار والازدهار الإقليميين".

وتناولت الهاشمي قضيّة مطالبة دولة الإمارات إيران بإنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وقالت: "مهما طالت هذه القضية، سيظل حقّنا المشروع في هذه الجزر قائماً ولن يُبطل الوقت سيادتنا عليها، أو يوقفنا عن المطالبة بحلّها إمّا من خلال التفاوض المباشر أو محكمة العدل الدولية، وهذا موقف دولة الإمارات الثابت منذ عقود".

كما تحدّثت حول أزمات المناخ والغذاء وأمن الطاقة والمياه، مؤكّدة أنّ "أزمة التغيّر المناخي مرحلة مفصلية يمرّ بها العالم اليوم، ففي الوقت الذي يرى البعض أن التغيير الجذري الذي يعيدنا إلى المسار الصحيح، لتفادي ارتفاع درجة حرارة الأرض فوق مستوى 1.5 درجة مئوية، مستحيل تراه دولة الإمارات ممكناً".

ومن هذا المنطلق، أشارت الهاشمي إلى استعدادات دولة الإمارات لاستضافة الدورة الثامنة والعشرين من مؤتمر الدول الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن التغيّر المناخي بعد نحو شهرين وقالت: "ستركّز خطّة عمل المؤتمر على أربعة محاور أساسيّة هي تسريع تحقيق انتقال منظّم وعادل في قطاع الطاقة، وتطوير آليات التمويل المناخي، والتركيز على سُبل العيش وحماية السكان، ضمن إطار يقوم على الشفافية واحتواء الجميع".

وأوضحت أنّه بالنسبة لمشكلة ندرة المياه حول العالم، تبذل دولة الإمارات جهوداً كبيرة من أجل إيجاد نماذج جديدة من التعاون الدولي في مجال المياه وجعل هذه المسألة في صدارة أولويات العمل متعدد الأطراف.. وإدراكاً لذلك، تسعى بلادي عبر العمل مع الشركاء الدوليين، إلى التوصل لحلول فعالة لمعالجة هذه المشكلة، وهذا ما تضمنته الورقة التي نشرتها وزارة الخارجية اليوم، ونأمل بأن تساهم في تحديد السياق المطلوب لتحقيق هذه الغاية".

وترى دولة الإمارات أن العمل الجماعي لم يعد خياراً وإنما ضرورة قصوى، وأن قرارات اليوم ستمتد تبعاتها لعقود قادمة وقالت: "إنّ خيارنا السلام، وسبيلنا التنمية، ووجهتنا المستقبل.. ونرى في شبابنا إمكانيات قيادية جديدة، تبشر بمستقبل واعد يبني على الإنجازات التي حققناها".

وأعربت الهاشمي في بيانها عن خالص تعازي ومواساة دولة الإمارات، لحكومتيّ وشعبي المملكة المغربية ودولة ليبيا في ضحايا الكوارث التي ألمت مؤخراً بالبلدين الشقيقين.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم