الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الرحابنة - فيروز: الإبداع الفنّي... وقلق الوجود! "مشوار جينا عالدّني مشوار"

المصدر: النهار
Bookmark
A+ A-
 الدكتور نبيل خليفة    شهدت المؤسّسة الرحبانيّة حدثين مهمّين خلال العام الماضي 2020: حدثٌ مفرح تمثّل بقيام الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بمنح السيّدة فيروز وسام الجمهوريّة الفرنسيّة مع اصراره على ان يقوم هو شخصيًا وفي بداية زيارته الثانيّة للبنان بتعليق الوسام على صدر السيّدة فيروز في منزلها في انطلياس مع ما تحوي هذه المبادرة من معانٍ ورموز: أولها: ان فيروز بفنّها الراقي وصوتها الملائكي تمثّل روحيّة شعب لبنان خارج الطبقة السياسيّة البائسة الّتي تحكم لبنان الآن!  ثانيها: ان الرئيس الفرنسي بتكريمه لفيروز، فهو يكرّم لبنان كلّه بإنسانه وشعبه وأرضه وفنّه وتاريخه وتطلّعاته وحضارته وماضيه وحاضره ومستقبله. حدثٌ محزن تمثّل بوفاة الفنّان الياس الرحباني، الغصن الثالث في الدوحة الرحبانيّة: عاصي ومنصور والياس أبناء حنا الرحباني. ومع ان الياس لم يكن جزءًا من مثلث: عاصي ومنصور وفيروز، فلقد عمل ونجح في ان يشكّل ظاهرة فنيّة ذات طبيعة رحبانيّة، خصوصاً في أصالتها، وذات بُعد إنساني في شموليتها تجد تعبيرها الأرقى في الموسيقى الكلاسيكيّة لقيادة الأوركسترا السيمفونيّة.  هذان الحدثان طرحا من جديد على الأذهان والنفوس معنى المؤسّسة الفنيّة الرحبانيّة وطبيعتها وأهميّتها، وصار لزامًا علينا نحن الباحثين ان نسعى ونجتهد لكي نكتشف بعض الأسباب العميقة الكامنة في عمق الواقع الاجتماعي – التاريخي – الثقافي والّتي  أدّت، في ما أدّت اليه، الى انتقال الرحابنة – فيروز من مستوى الأداء الفني العادي الى مستوى الإبداع الفنّي. ومثل هذا الانتقال يكون خلاصة عوامل أصيلة ذاتيّة موضوعيّة على صلة بحياة الانسان وتطلعاته وثقافته، وعادةً ما تكون ذات أبعاد لاهوتيّة ميتافيزيقيّة.  ماذا نعني بهذا القول؟ تعود عائلة رحباني في أصولها الى بلدة رحبه في شمال لبنان، وفي ظروف سياسيّة وأمنيّة هاجر(أو هُجّر) بعض أبناء البلدة باتجاه جبل لبنان من البترون الى انطلياس زمان الحقبة العثمانية. وأشهد أنه خلال اقامتي في مدينة البترون كمسؤول تربوي في الستينات والسبعينات من القرن الماضي، كنت على صلات صداقة وطيدة مع العديد من أفراد عائلة الرحباني أصدقاء وصيادين وطلاباً من أبناء مدينة البترون او من بلدة وجه الحجر او من بلدة محمرش في أواسط قضاء البترون حيث يوجد تجمّع لعائلة رحباني الى جوار كنيسة رائعة تمّ انشاؤها حديثًا...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم