الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

بين الإصلاحات الضائعة والفقر المدقع... هل يسقط النظام!

المصدر: النهار - عصام ي. عطالله
لم يتغير شيء بالتعاطي في الشأن العام ولا الثقافة العامة!
لم يتغير شيء بالتعاطي في الشأن العام ولا الثقافة العامة!
A+ A-
لم يتغير شيء بالتعاطي في الشأن العام ولا الثقافة العامة!
في ظل السيناريوات العربية، والثورات المتحركة هنا وهنالك لسبب أو لغير سبب، تبقى الأزمات المتنقلة وارتداداتها على الساحة اللبنانية من خلال ما يسميه البعض أزلام النظام، أو البعض الآخر الذي ينعت الفريق المقابل بأعداء الأمة والمتعاملين مع النظام الأميركي أو السعودي أو الإيراني، ويضيع المواطن بين خيارات سخيفة لا تصب في مصلحة وطن، لا بل ينتقل أبناؤه من ضفة إلى أخرى غير واعين للأسباب الموجبة، وإن كان لكل فريق سبب وهدف، حتى ولو كان على حساب المواطن والوطن، فالحسيب والرقيب هو هو لا يتغير ولا ينقسم، وتبقى الاختلافات في السياسة وفي الشارع، ويبقى سياسيو هذا الزمن رغم المتغيّرات هم هم، وفي ظل هذا الوضع العام في البلاد، تكثر البهلوانات والفلتان في الشارع، ويبرز دور العصابات والسرقات والقتل، في غياب الأمن الذي إن أتى يأتي بعد أن تقع الواقعة!
كيف لنظام أن يعيش في ظل كل هذه الحركات المشبوهة للمافيات والعصابات المتنقلة، حيث من في المسؤولية يعيشون بين نارين، نار الأمن السياسي ونار الأمن الوطني، في ظل موارد محدودة، في العتاد والعتيد، أو لنقلها كما هي، في ظل غياب الكفاءة في بعض من الأروقة التي يجب أن تكون منتجة وشفافة، لكنها غارقة في الفساد والفاسدين، وتتعالى عن تطبيق القوانين في ظل وضع اقتصادي ومالي ضاغط، رسمته خريطة المرحلة الحالية والقادمة بدءاً من غلاء الأقساط المدرسية وارتفاع أسعار المحروقات إلى مستويات غير منطقية بالنسبة للأسعار العالمية وسعر الصرف المجنون، وأسعار المازوت على أبواب الشتاء القريب ليصبح من سابع المستحيلات تأمين أبسط معايير الحياة الكريمة لمن يتقاضى حدوداً دنيا بالكاد تكفي سد الحاجات الغذائية، خصوصاً في ظل انعدام وجود الكهرباء على الأعمدة التي تشوّه البيئة واقفة أحياناً في قلب الطرقات، ولا دور لها سوى اصطياد الموت لأنها لا تقوم بدورها وتبقى مظلمة، والمسؤول غافل أو غير قادر على القيام بما يجب لتعدد الأسباب وليس لعدم وجود خيارات بديلة منتجة.
في ظل أي نظام نعيش؟ وهل هي أزمة نظام في لبنان؟ أم هي أزمة تعود إلى عدم تطبيق النظام؟ هذه الحالة التي أصبحت ثقافة مجتمعية، ثقافة إلغاء الآخر لإثبات الوجود، ويصبح هم البعض أن يحافظ المسؤول من هذا الفريق أو من ذاك على موقعه، وقد يختلفون ويتناحرون، لكي يجيّشوا المشاعر ويستفيدوا من شرذمة الأتباع والمستزلمين والمستفيدين، والشعب ينوء بالأثقال العديدة التي تنكّل به من كل صوب.
ان المواطن حائر، ضائع، خائف، فهو يغرق في الديون، وأبواق الضرائب "الذكية" تدق بابه، فإلى أين الهروب؟ هل يقف مرتجفاً على أبواب النظام يستجدي حقوقاً على الدولة تأمينها له، وهي من أبسط شروط الحياة، هل من الطبيعي أن يصبح المواطن متسولاً؟... يتسوّل نظاماً يحميه ويحفظ كرامته ويصون عزّته، ويدافع عن أمنه؟ أم بكل بساطة نحن بحاجة إلى أصحاب قرار لتنفيذ مهمات إنقاذ ما تبقى من وطن الأرز قبل أن يبلع من قبل غرباء يتحرّكون بأدوات من الداخل لا تبغي سوى الربح بالجملة والمفرق، وإن على حساب الأرواح!



--


الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم