الثلاثاء - 23 نيسان 2024

إعلان

بالأرقام- الأزمة المستجدّة مع دول الخليج ستطاول القطاعات الإنتاجية: كيف لدولة اقتصادها يترنّح من "نسمة" أن تنخرط في الصراعات؟

المصدر: "النهار"
سلوى بعلبكي
سلوى بعلبكي
Bookmark
أعلام دول عربية (تعبيرية- "أ ف ب").
أعلام دول عربية (تعبيرية- "أ ف ب").
A+ A-
في 25 آذار 1959، وعلى أثر اجتماع الرئيسين اللبناني فؤاد شهاب والمصري جمال عبد الناصر في ما عُرف بـ"اجتماع الخيمة"، نجح الرئيس شهاب في تكريس خصوصية لبنان، وضرورة حياده وتحييده عن الصراعات العربية – العربية، وهو ما ذكره وزير خارجية لبنان سابقا فؤاد بطرس في مذكراته السياسية، إذ قال: "أرسى الاجتماع معادلة ثابتة شكلت صمام أمان للاستقرار في لبنان حتى هزيمة عام 1967: احترام سيادة لبنان من جانب القطب العربي الأبرز مقابل التفاهم، على أن لا تتعارض السياسة الخارجية اللبنانية مع السياسة العربية والدولية التي تنتهجها الجمهورية العربية المتحدة، لكن من غير أن يفرض ذلك على لبنان التخلي عن صداقاته مع العالم الخارجي".سياسة الحياد الايجابي مع العرب التي اتُّبعت في حينه انتجت وأسست لسياسة خارجية للبنان متوازنة ومرنة وقادرة على السير بين ألغام الصراعات العربية - العربية، والعربية - الغربية من دون خسارة ايّ من الاشقاء العرب أو الاصدقاء في الغرب. هذه السياسة أين منها ما يحصل حاليا؟ فالأزمة - "النكبة" التي يعانيها لبنان مع دول الخليج العربي تُعدُّ سابقة في تاريخه الديبلوماسي، إذ لم يمر عليه مثلها منذ إنشاء الدولة اللبنانية وانخراطها في إنجاح اي عمل عربي مشترك على كل الصعد. والسؤال الجوهري مع بعض العجب: كيف لدولة غير مكتفية اقتصاديا وتعاني انهيارا نقديا وماليا وضمورا في الصناعة والسياحة والزراعة والخدمات ان تنخرط في صراع متهور لا طائل منه مع دول تؤوي مئات الآلاف من مواطنيها وتؤمّن لهم فرص عمل وابوابا واسعة للاستثمار والانتاج؟لم تنجح الدولة اللبنانية تاريخيا في تأسيس اقتصاد متين ومنتج، وعن سابق تصميم مارست اللامبالاة حيال مستقبل الاقتصاد والاتكال الدائم على قطاع الخدمات والاقتصاد الريعي اللذين وإنْ "حملا" لبنان منذ تأسيسه حتى اليوم، إلا أنهما كانا على الدوام معرّضَين للاختلالات والاهتزازات مما تسبب مرات عدة بإرباكات اقتصادية نتيجة الغياب الفعلي للانتاج المنتج من زراعة وصناعة وخلق صادرات تبني توازنا في ميزان المدفوعات. ما سبق جعل الدولة اللبنانية تفقد سيادتها الاقتصادية تدريجا وترتهن احيانا للمساعدات والقروض والمكرمات التي تأتيها من الخارج، وتضطرها إلى التزام سياسات هذا الخارج وخسارة قاعدة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم