الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الراهبة والراهب اللذان وقعا في الحب وتزوّجا... "حين رأيتها توقّف قلبي"

المصدر: "النهار"
الراهبة والراهب اللّذان وقعا في الحب وتزوّجا.
الراهبة والراهب اللّذان وقعا في الحب وتزوّجا.
A+ A-
بعد 24 عاماً من الحياة كراهبة، تغيّر كلّ شيء في حياة ماري إليزابيث بلمسة سريعة لكمّ راهب، في ردهة ديرها في بريستون (لانكشاير في إنكلترا)، وفق ما أوردت الـbbc.

كانت رئيسة الدّير تُرافق ماري لمقابلة روبرت الزّائر من دير في أوكسفورد لسؤاله إن كان يريد تناول الطعام، ولكن الرئيسة استدعيت للردّ على مكالمة هاتفيّة، وتركت الاثنين بمفردهما.

"كانت المرّة الأولى التي نجتمع فيها معاً في غرفة واحدة. جلست معه إلى المائدة بينما كان يتناول الطعام، ولكن الرّئيسة لم تعد، لذلك كان عليّ أن أصحبه خارجاً".

كانت ماري إليزابيث تعيش حياة تقوى وتقشّف وصمت كراهبة، وتمضي معظم أيّامها في حجرتها. وبينما كانت تدلّ روبرت على طريق الخروج من الباب، لمست كمّه، وشعرت بما يشبه اللّكمة.
 
وتقول: "شعرت أنّ هناك كيمياء بيننا، أمر ما، وببعض الإحراج. فكّرت، يا إلهي، هل أحسّ هو بالأمر ذاته أيضاً؟ وكان الموقف غريباً حين ودّعته على الباب".

تتذكّر أنّها بعد أسبوع تقريباً، تلقّت رسالة من روبرت، يسألها أن تترك الدّير للزواج به.

وتقول: "صدمتُ قليلاً. كنت أرتدي غطاء رأس، ولم يرَ لون شعري أبداً. لم يكن يعرف عنّي شيئاً في الحقيقة، ولا أيّ شيء حول نشأتي. لم يكن حتى يعرف اسمي الأصلي".

قبل الالتحاق بالرّهبنة الكرملية - وهي جماعة رهبانية قديمة تابعة للكنيسة الكاثوليكية - في التاسعة عشرة، كانت ماري إليزابيث تحمل اسم ليزا تينكلر، من منطقة ميدلزبره.

بالرّغم من أنّ والديها لم يكونا متديّنين، كان لرحلة حجّ إحدى عمّاتها إلى مزار لورد في فرنسا تأثير على ليزا ابنة السادسة من عمرها في ذلك الحين، لذلك طلبت من والدها أن يبني لها مزاراً في غرفة نومها.

وتخبرنا: "كان لديّ تمثال صغير لمريم العذراء، وفوقه قنينة صغيرة فيها ماء مقدّس من مزار لورد. في الواقع، كنت أظنّ أنّ القنينة هي المقدّسة وليس الماء، لذلك كنت أملأها من مياه الصنبور وأشرب منها".

وكانت ليزا تزور إحدى الكنائس الكاثوليكيّة في بلدتها، وتجلس وحدها في المقعد الخشبيّ الثاني. تقول إنّها طوّرت حبّاً غامراً لمريم العذراء، أم يسوع، وشعرت في النهاية أنّ لديها دعوة.

لم تعطِ ماري روبرت جواباً عن سؤاله، ولم تكن تعرف ماذا تفعل، علماً بأنّه لم يكن يعرف أي شيء عنها، لكنها كانت تعرف القليل عنه.

خلال زياراته من أكسفورد إلى مركز نقاهة للرّهبان الكرمليّين في بريستون، كان روبرت يُشارك في إحياء القدّاس في الدّير المجاور، وكانت ليزا تستمع إليه من خلف الحاجز الحديدي.

من خلال الطّرائف التي كان يحكيها خلال عظاته، جمعت مقتطفات من حياته، عن نشأته في سيليزيا في بولندا، قرب الحدود مع ألمانيا، وعن حبّه للجبال.

تقول إنّها لم تشعر حينها بأنه كان لذلك أثر عميق عليها.

فجأة، تغيّر الأمر، "لم أكن أعرف معنى الوقوع في الحب، واعتقدت أنّ الرّاهبات الأخريات كن يستطعن ملاحظة الأمر على وجهي. لذلك أصبحت عصبية. كنت أشعر بأني أتغير، وقد أفزعني ذلك"، تقول.

في نهاية الأمر، استجمعت ماري إليزابيث شجاعتها لتخبر رئيسة الدّير أنّ لديها مشاعر تجاه روبرت، لكنها قوبلت بعدم التّصديق.

وتضيف: "لم تستطع أن تفهم كيف حدث الأمر، لأنّنا كنّا تحت مراقبتها 24/7. سألتني الرّئيسة كيف يمكن أن أقع في الحبّ بالرّغم من قلّة التّواصل".

تخيّلت ماري إليزابيث ردّ فعل عائلتها، أو الأسقف، إن غادرت. وتصارعت أيضاً مع سؤال إن كانت علاقتها بالله ستتغيّر إن تخلّت عن الرهبنة.

لكن الحديث مع المسؤولة عنها جعلها تقدم على فعل متهوّر على غير عادتها.

وتابعت: "كان أسلوب الرّئيسة معي لاذعاً بعض الشيء، لذلك وضّبت بنطالي وفرشاة أسناني في حقيبة، وغادرت، ولم أعد إلى هناك أبداً بصفتي "الأخت" ماري إليزابيث".

بعث لها روبرت رسالة أخرى، قائلاً إنه يخطط لزيارة بريستون من جديد ذلك المساء. هذه المرة، كان يريد أن يلتقي بصديق كرملي لأخذ النصح، وكان أول شخص من الرهبنة يثق به لإخباره عن ورطتهما.

خمنت ليزا (ماري) أن روبرت وصديقه سيلتقيان في مكان يُدعى "بلاك بول"، على بعد ميل، لذلك قرّرت التوجه إلى هناك.

ولكن، بدل أن تكون لحظة سعيدة، اختبرت ليزا اضطراباً عظيماً في تلك الليلة من  تشرين الثاني من العام 2015.

"كان المطر ينهمر، وأنا أمشي على طريق غارستانغ. كانت السيارات تتجه نحوي بأضوائها الأمامية الساطعة، وفكّرت في أن بإمكاني أن أنهي الأمر هنا"، في إشارة إلى فكرة انتحاريّة عابرة.

تتابع: "كنت أعاني بالفعل، وفكّرت في أنّ عليّ أن أمنع حدوث الأمر، لكي يتمكّن روبرت من مواصلة حياته. لكنّني كنت أفكر أيضاً إن كان يعني حقاً ما قاله عن الزواج".

لكن ليزا واصلت المشي حتى وجدت نفسها، في ليلة الجمعة تلك، مبتلة تماماً بالمطر، ومن دون معطف، وبثوب الراهبة، أمام "بلاك بول". وجدت الشجاعة للدخول حين لمحت الراهب في الداخل عبر الباب المفتوح.

يقول روبرت: "حين رأيتها، توقّف قلبي".
 
ليزا، التي عاشت في عزلة 24 عاماً، ولم تكن لها الحياة الأكاديمية التي كانت لروبرت في السابق، تتحدّث عن شعورها بأنها أشبه بمتفرجة على العالم الخارجي. الآن فقط باتت تعمل على تحديد أيّ تسريحات شعر وملابس تناسبها، بعد حياة كاملة في ثوب الرهبنة.

تقول إنهما متفقان على أن هناك ثلاثة أطراف في زواجهما. "المسيح هو المحور، ويأتي قبل أيّ شيء آخر. إن أزلناه من المعادلة، لا أعتقد أن علاقتنا كانت لتستمر حقاً".
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم