الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

بالصور والفيديو - آلاف يشاركون في جنازة المعارض نافالني في موسكو... والكرملين يحذّر

المصدر: "أ ف ب"
مشيعون يتجمعون قبل مراسم جنازة زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني، في منطقة مارينو بموسكو في (01 أذار 2024 - أ ف ب).
مشيعون يتجمعون قبل مراسم جنازة زعيم المعارضة الروسية الراحل أليكسي نافالني، في منطقة مارينو بموسكو في (01 أذار 2024 - أ ف ب).
A+ A-
 توافد آلاف من أنصار المعارض الروسي أليكسي نافالني، الجمعة، للمشاركة في جنازته التي أقيمت في كنيسة في موسكو، على الرغم من خطر توقيفهم في ظلّ تحذيرات الكرملين.

وسُجي جثمان المعارض الرئيس للرئيس فلاديمير بوتين لفترة وجيزة في هذه الكنيسة الواقعة جنوب شرق العاصمة الروسية، بحضور والديه. وأشار مراسل وكالة فرانس برس إلى أنّ جثمانه سُجّي في نعش مفتوح تماشياً مع الطقوس الأرثوذكسية، بينما غطّته زهور حمراء وبيضاء، وحمل الحاضرون شموعاً.

ووصلت السيارة التي تحمل النعش وسط تصفيق الناس الذين كانوا يصطفون على طول الشارع المؤدي إلى الكنيسة، وحملها إلى الداخل أربعة رجال يرتدون شارات سوداء وحمراء.

في هذه الأثناء، حذّر المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف من أيّ تظاهرات "غير مرخّصة" خلال الجنازة. وقال خلال مؤتمره الصحافي اليومي إنّ ليس لديه "ما يقوله" لأسرة نافالني.
 

- "سامحنا!" -
بعد جنازة سريعة، نُقل جثمان نافالني إلى مقبرة بوريسوفو القريبة، حسبما أفاد مراسل وكالة فرانس برس.

وعند وصول النعش، هتف أشخاص كانوا موجودين في المكان "لن ننساك!"، "سامحنا!".
 
وقالت آنا ستيبانوفا "إنّه أمر مؤلم، أناس مثله ينبغي الا يموتوا، أصحاب مبادئ، مستعّدون للتضحية بأنفسهم"، مشيرة في الوقت ذاته إلى "روح الدعابة" التي كان يتمتّع بها نافالني. وقالت "حتى أثناء شعوره بالألم، كان يلقي نكاتاً".

وكان أليكسي نافالني (47 عاماً)، المعارض البارز للكرملين والناشط في مجال مكافحة الفساد، قد توفي في 16 شباط في سجن في دائرة القطب الشمالي النائية في ظروف لا تزال غامضة. واتهم معاونوه وأرملته يوليا نافالنايا والغرب، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالمسؤولية عن وفاته، وهو ما ينفيه الكرملين.

وبعد تأخير دام أكثر من أسبوعين، سلّمت السلطات الروسية رفاته أخيراً في نهاية الأسبوع الماضي لأقاربه وسمحت بإقامة الجنازة.
 

- "خوف وحزن" -
وحضر السفيران الفرنسي والألماني إلى مكان الجنازة، بالإضافة إلى ثلاث شخصيات معارِضة لا تزال طليقة، وهي إيفغيني رويزمان وبوريس نادجدين وإيكاترينا دونتسوفا.

ومن بين الأشخاص الذين احتشدوا أمام الكنيسة، كان هناك من حمل زهوراً بينما بكى آخرون.

وقالت أمينة مكتبة تدعى ماريا وتبلغ من العمر 55 عاما "لم يعد لدينا أي سياسيين آخرين مثله"، مضيفة بأنها تشعر "بالخوف والحزن".

وقال ماكسيم، وهو اختصاصي في تكنولوجيا المعلومات يبلغ من العمر 43 عاماً "لا أرى أي أمر غير قانوني بالقدوم لوداع رجل عظيم".
 
 
 
 
من جهته، أشاد دينيس (26 عاماً) برجل دفعه إلى "الاهتمام بالسياسة" في ظل نظام استبدادي بشكل متزايد، حيث لا يهتم الشباب عموماً بالقضايا السياسية.

وتماشياً مع الطقوس الأرثوذكسية، سيُسجّى جثمان نافالني في نعش مفتوح أمام أقاربه.

ومن المقرر أن يوارى الثرى بعد ساعتين في مقبرة بوريسوفو، الواقعة على بعد مسافة قصيرة عن ضفاف نهر موسكفا.

ومنذ تسليم جثمان أليكسي نافالني إلى والدته السبت، كان فريقه يبحث عن مكان لتنظيم "وداع عام" لكن "تمّ رفض" أيّ طلب، ما دفعه إلى اتهام السلطات بالضغط على المعنيّين في هذا المجال.
 
 
-"استهتار بذكراه" -
مع ذلك، دعا فريق نافالني سكان موسكو للحضور وتوديعه، كما دعا أنصاره في مدن أخرى وفي الخارج إلى التجمّع أمام النُصب التذكارية لتكريمه. وتشكّل هذه التجمّعات مصدر إزعاج للسلطة، لاسيما أنّها تأتي قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية المقرّرة من 15 آذار إلى 17 آذار منه، والتي من المفترض أن تمدّد عهد الرئيس فلاديمير بوتين.

ومنذ وفاة نافالني، اعتقلت السلطات 400 شخص شاركوا في تجمّعات لتكريم ذكراه، بحسب ما تفيد منظمة "أو في دي-إنفو".

من جهتها، أعربت أرملته يوليا نافالنايا الأربعاء، عن أسفها لعدم السماح بإقامة مراسم مدنية بهدف كشف جثمان زوجها أمام جمهور أوسع، كما هو الحال غالباً بعد وفاة شخصيات كبيرة في روسيا.
 
واتهمت الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس بلدية موسكو سيرغي سوبيانين بالمسؤولية عن هذا الوضع. وقالت "لقد قتله الأشخاص في الكرملين، ثم استهتروا بجثّته، واستهتروا بوالدته، والآن يستهترون بذكراه".

قبل تسميمه في العام 2020 الذي ألقى باللوم فيه على فلاديمير بوتين، واعتقاله والحكم عليه بالسجن 19 عاماً بتهمة "التطرف"، تمكّن أليكسي نافالني من حشد عدد كبير من المناصرين، خصوصاً في العاصمة الروسية.

ولكن تمّ تفكيك حركته التي بُنيت على تحقيقات تدين فساد النخب الروسية بشكل منهجي في السنوات الأخيرة، ممّا أدى إلى إرسال العديد من مناصريها إلى السجن أو إلى المنفى.

بعد وفاة زوجها، تعهّدت يوليا نافالنايا بمواصلة كفاحها.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم