الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الصين لن تعترف بجواز السفر البريطاني لسكان هونغ كونغ

المصدر: أ ف ب
هونغ كونغ (أ ف ب).
هونغ كونغ (أ ف ب).
A+ A-
أعلنت الصين، الجمعة، أنها "ستتوقف عن الاعتراف" بـ"جواز السفر البريطاني لما وراء البحار" الممنوح أهالي هونغ كونغ، في وقت تستعد بريطانيا لفتح أبوابها للملايين من سكان المستعمرة السابقة بعد حملة بيجينغ الأمنية فيها.

وتأتي الخطوة الصينية بعدما تعهّدت الحكومة البريطانية توفير ملاذ طويل الأمد لسكان هونغ كونغ الراغبين بمغادرة المدينة.

وسيكون بإمكان أهالي هونغ كونغ ممن يحملون جوازات ما وراء البحار الصادرة من بريطانيا التقدّم بطلبات اعتبارا من الأحد للإقامة والعمل في بريطانيا لمدة تصل إلى خمس سنوات، وسيكون بمقدورهم في نهاية المطاف تقديم طلب للحصول على الجنسية. 

وأكدت لندن أن قرارها جاء ردا على قانون الأمن القومي الذي فرضته الصين العام الماضي وشكّل ضربة للحراك المؤيد للديموقراطية في هونغ كونغ وللحريات التي كان من المفترض أن تحتفظ بها المدينة 50 عاما بموجب اتفاق تسليمها من بريطانيا إلى الصين عام 1997.

لكن الصين ردت الجمعة على خطة الهجرة الجديدة هذه.

وقال المتحدث باسم وزارة خارجيتها تشاو ليجيان للصحافيين: "اعتبارا من 31 كانون الثاني، ستتوقف الصين عن الاعتراف بما يطلق عليه +جواز السفر البريطاني لما وراء البحار+ كوثيقة سفر وهوية، وتحتفظ بحق اتّخاذ خطوات إضافية". 

وأشار تشاو إلى أن الصين "الممتعضة" تعتقد أن بريطانيا تجاوزت الاتفاقية بأشواط وبالتالي جعلتها لاغية. وقال إن "المملكة المتحدة تحاول تحويل أعداد كبيرة من سكان هونغ هونغ إلى مواطنين بريطانيين من الدرجة الثانية... وبدّلت بالفعل بشكل كامل طبيعة جوازات السفر البريطانية لما وراء البحار".

ولم يتضح بعد ما سيعنيه القرار الصيني عمليا.

لكن لا شك في أنه يمثّل تنفيذا لتهديد بيجينغ بالرد على عرض بريطانيا التأشيرة طويلة الأمد بتدابير عقابية من نوع ما.

- "رسالة قوية"-
وكان المسؤولون الصينيون حذروا العام الماضي من أنهم قد يفكّرون في التوقف عن الاعتراف بجوازات السفر البريطانية لما وراء البحار. وقالوا حينها إن ذلك سيعني أنه لن يعود بإمكان حملة تلك الجوازات السفر إلى البر الصيني الرئيسي.

ويستخدم أهالي هونغ كونغ جوزات سفرهم الخاصة أو بطاقات هوياتهم لمغادرة المدينة. وعليهم استخدام جوازات سفرهم الصادرة من هونغ كونغ لدخول البر الصيني الرئيسي. 

ولا يمكنهم استخدام جوازات السفر البريطانية لما وراء البحار إلا لدى وصولهم إلى بريطانيا أو أي دولة أخرى تعترف بالوثيقة.

وقال ويلي لام: الخبير في مركز هونغ كونغ للدراسات الصينية: لوكالة فرانس برس: "إنها رسالة قوية توجه الى بريطانيا ودول أخرى بعدم التدخل في شؤون هونغ كونغ، لكن في المجال العملي لا أعتقد أن الناس سيتخوفون من التقدم بطلبات".

وأضاف: "يبدو انه لا سبيل بان تعرف سلطات هونغ كونغ او بيجينغ هوية من يتقدم بطلب ام لا لمثل جواز السفر هذا لان القنصلية البريطانية لا تكشف هوياتهم".

- عرض أمام الملايين-
وقال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون في بيان: "أشعر بفخر كبير لكوننا وفرنا هذا المسار الجديد لحملة جواز السفر البريطاني لما وراء البحار في هونغ كونغ للإقامة والعمل والانتقال إلى بلدنا".

وكان لحاملي جواز السفر البريطاني لما وراء البحار في الماضي حقوقا محدودة لزيارة المملكة المتحدة لفترة تصل إلى ستة شهور ولم يكن يسمح لهم بالعمل أو الإقامة الدائمة فيها.

لكن لا يزال يتعين معرفة كم من سكان هونغ كونغ سيتقدمون بطلبات خصوصا وان انتشار وباء كوفيد-19 يفرض قيودا على حركة السفر وأدخل دول عدة، بينها بريطانيا، في صعوبات اقتصادية كبيرة.

وجواز السفر لما وراء البحار متوفر لعدد كبير من الناس، نحو 70% من سكان هونغ كونغ البالغ عددهم 7,5 ملايين شخص.

وارتفع عدد الطلبات لمثل هذه الجوازات باكثر من 300% منذ فرض تطبيق القانون الامني في تموز الماضي مع تسجيل 733 الفا من حامليه في منتصف كانون الثاني.

تتوقع بريطانيا وصول نحو 154 ألفا من سكان هونغ كونغ السنة المقبلة ونحو 322 ألفا بحلول خمس سنوات.

والخميس، قلّلت رئيسة السلطة التنفيذية في هونغ كونغ كاري لام من شأن احتمال حصول نزوح جماعي.

وقالت لشبكة بلومبرغ: "لا أرى كيف أن 2,9 مليوني شخص من سكان هونغ كونغ سيرغبون في التوجه الى بريطانيا"، في إشارة إلى عدد الأشخاص المخولين الحصول على جواز السفر هذا بدون أن يشمل عدد الاشخاص الذين يعيلونهم.

وأضافت: "أهم شيء بالنسبة إلينا هو أن نقول لسكان هونغ كونغ بان مستقبل هونغ كونغ مشرق".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم