الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

الخيبة ذاتها... مكسيكيّون أميركيّون مُرغمون على الاختيار بين سيئ وأسوأ في الانتخابات الرئاسيّة

المصدر: أ ف ب
كورتيز خلال عملها في متجر مجوهرات في تشولا فيستا بولاية كاليفورنيا (6 ت1 2020، أ ف ب).
كورتيز خلال عملها في متجر مجوهرات في تشولا فيستا بولاية كاليفورنيا (6 ت1 2020، أ ف ب).
A+ A-
يشعر المكسيكيون الذين يعيشون على حدود بلدهم ويعملون ويصوّتون في الولايات المتحدة، بالخيبة نفسها إزاء ما يعتبرونه استقطاباً في المشهد السياسي الأميركي، قبل بضعة أيام من الانتخابات الأميركية التي سيُرغمون فيها على الاختيار بين سيئ وأسوأ.

يحمل أدريان وليسلي الجنسية المزدوجة. كل يوم، يعبران الحدود في تيخوانا في شمال المكسيك، لكسب لقمة عيشهما في كاليفورنيا حيث وُلدا.

يفضّل المواطنان اللذان لا يعرفان بعضهما، شراء حاجياتهما من سان دييغو في الولايات المتحدة. لكنهما يجدان أن شطائر التاكو "المصنوعة محلياً" أي في المكسيك، طعمها أطيب.

منذ أصبح دونالد ترامب رئيساً، يشعران بعنصرية أكبر لكنهما يحذران أيضاً من جو بايدن. هما من بين 37,4 مليون أميركي من أصل مكسيكي، لم يصوّت إلا ثلثهم في 2016.

ومن أجل الاحتجاج على نظام "محطّم بسبب العنصرية"، سيمتنع أدريان روميرو البالغ 24 عاماً عن التصويت.

أما بالنسبة لليسلي كورتيز (32 عاماً)، فستصوّت لشخص يفهم "ما يحتاج إليه الشعب". لكنها لا تزال لا تعرف إلى أي من المرشحين ستمنح صوتها.

- "فترات مضطربة كثيراً" -
وتيخوانا هي أحد أكبر المعاقل الحضرية الواقعة قرب الحدود الطويلة الممتدة أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر بين البلدين. في هذا المكان وفي سياق عنفي، يختلط المهاجرون غير القانونيين بتجار المخدرات والأسلحة.

يذهب أدريان كل صباح إلى سان دييغو على بعد ثلاثين كيلومتراً، حيث يبيع هواتف مقابل تقاضيه الحدّ الأدنى للأجور وهو 13 دولاراً للساعة الواحدة. ومساءً، يعود إلى تيخوانا بسيارته مستمعاً إلى موسيقى صاخبة.

ويقول: "لا يمكنني أن أعيش" في كاليفورنيا بهذا الراتب. فالعيش في تيخاونا مع والدته جوزيفينا وكلبه، أقلّ كلفة.

ويضيف باللغة الإسبانية مع لكنة أميركية طفيفة: "في المكسيك، تعلّمت أن أقوم بكل شيء، لكن من الناحية الأخرى، تعلّمت العمل".

ويتابع أن في الولايات المتحدة: "ليست هناك أي تهدئة. النهج شمولي: إما أن تكونوا معي، إما أنتم أعدائي".

ويشير إلى أن الدليل على ذلك هو أن التمييز "تفاقم" في عهد ترامب، الذي طرح في الأصل فكرة بناء جدار حدودي.

ويشتكي أدريان ذو الشعر المجعّد والأنف المسطّح واللحية الطويلة، من أنه غالباً ما يخضع للتفتيش على الحدود بسبب مظهره "الشرق الأوسطي".

ويخشى أدريان وهو من المعجبين بمالكولم اكس، الزعيم المسلم الأميركي الإفريقي الذي اغتيل عام 1965، "فترات مضطربة كثيراً مع الكثير من المواجهات".

- خطاب يشجّع "العنصرية" -
كل صباح، تحضّر ليسلي أندريه ابنها البالغ خمس سنوات، ليتابع دروسه عبر الانترنت بسبب أزمة وباء كوفيد-19 وتُطعم طفلتها بيا البالغة ستة أشهر.

يسمح منزلها الذي قدّمته عائلة زوجها، لها ولزوجها بتوفير بدل إيجار شهري قد يبلغ في سان دييغو ألف دولار.

وتسأل: "كيف يمكن دفع مثل هذا المبلغ؟ أفضّل عبور الحدود".

في قاعة الطعام، التي تُستخدم أيضاً مطبخا وغرفة تدريس، علّقت ليسلي صوراً تُظهر أندريه متنكراً بزي راعي بقر أميركي.

تنتهي الدروس ظهراً. بعد ذلك، ينبغي على ليسلي أن توصل طفليها إلى منزل والدتها لأنه يتعين عليها التوجه إلى مدينة سان يسيدرو الحدودية حيث تعمل مديرة محل مجوهرات.

وتعمل أيضاً على تشييد قاعة رياضية فتصبح وفق قولها مثل ترامب "المستثمر" الذي لم تصوّت له في الانتخابات السابقة إلا أنه أمّن "الكثير من الوظائف".

وهذا الأمر لا يمنعها من إدانة خطاب الجمهوري الذي يثير الانقسام ويشجّع "العنصرية ضد أشخاص مثلي".

أما بالنسبة لجو بايدن، فهو لا يقنعها. وتقول: "هو يعمل في المجال السياسي منذ أربعين عاماً ولم يفعل كل ما كان بامكانه فعله للأميركيين من أصل لاتيني". 

وفي ظل إدارة ترامب، اتّسمت العلاقة بين البلدين بتوتر في مجالات الهجرة والتجارة والأمن.

في تموز، هدّأ الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور الأجواء أثناء زيارته الرسمية لواشنطن، من خلال التنازل في كافة النقاط الحساسة.

ويُفترض أن تتخطى عمليات تحويل أموال المكسيكيين الذين يعيشون في الولايات المتحدة إلى بلدهم الأصلي، الـ36,4 مليار دولار، وهو المبلغ الذي تم تحويله في العام 2019، ما سيخفف من حدة الأزمة الاقتصادية التاريخية الناجمة عن تفشي وباء كوفيد-19.

وتُضاف إلى ذلك المبادلات التجارية السنوية التي تصل قيمتها إلى 576 مليار دولار.
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم