تعرّف الزيدية التي ينتمي إليها الحوثيون
Smaller Bigger
تنتمي الأغلبية من الحوثيين في اليمن إلى المذهب الزيدي. يُصنّف المؤرخون هذا المذهب ضمن المذاهب الشيعية، إلا أنّه يختلف عنها كثيراً، وهو أقرب إلى مذاهب أهل السنة والجماعة، وبالتحديد الشافعية.
 
جاءت تسمية الزيديين نسبة إلى الإمام  زيد بن علي بن الحسين بن أبي طالب، الذي ثار على الدولة الأموية في العام 122 للهجرة، واضعاً تجربة فكريّة ودينيّة جديدة يتبعها الكثيرون حتى اليوم. تابعوا هذا المقال لمعرفة الزيدية.
 
يُحسب الزيديون على الشيعة، إلا أنهم يختلفون في مسائل أساسية عن المذهب الجعفري الإثني عشري. ولا يؤمن الزيديون بعصمة الأئمة، ولا يحدّدون الأئمة باثني عشر إماماً، كذلك لا يؤمنون بالإمام الثاني عشر، ولا يوافقون على الصفة التي يقدّمها الإثني عشرية للإمام المهدي، فهو عندهم ليس منتظراً ولا شخصاً مقدّساً حتى.
 
المدرستان السنية والزيدية مختلطتان إلى حدّ كبير، وفق تعبير الباحث الزيدي محمد عزان. ومن هذه الأسباب موقفهم من الصحابيين أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، إذ يترضّون عليهما، ولا يرفضون الصلاة خلف إمام من أهل السنة. لكن عزان يؤكد أن "اتفاق الزيدية مع أيّ طائفة سياسيّاً أو فقهيّاً وفكريّاً لا يجعلها منهم".
 
ويتابع: "بداية الفكر الزيدي كانت عند خروج الإمام زيد بن علي سنة 122 هجريّاً على حكم بني أمية، في عهد هشام بن عبد الملك، مع الجدل الذي حصل حينها بفكرة الخروج على سلطة الحاكم. الإمام زيد كان قد بدأ فكره دعوياً عبر نصح الحاكم بالعدول عن قراراته، ثمّ تحذيره، تبع ذلك عصيان مدنيّ قام به مع مناصريه إلى أن انتقل الأمر إلى الخروج المسلّح. وكان كلّ من أيّد الإمام زيد بن علي أطلق عليه لقب الزيدي".

وأضاف، "حضرت الزيدية في إيران بجهود مؤسّسيها الأخوين محمد بن زيد والحسن بن زيد، كذلك وُجدت في المغرب، حيث أسّسها ونشر فكرها الإمام إدريس بن عبد الله. ولكن انتشارها في اليمن كان على يد الإمام الهادي، الذي هاجر من إيران إلى اليمن، واستمرّ فكره حتى اليوم".
 
في الوقت نفسه، يعتبر الزيديون الإمامة غير وراثية، بل يجب أن تتمّ بالمبايعة. فمن تحقّقت فيه شروط الإمامة كان أحقّ بها. وبالتالي، تخلّت الزيدية عن شرط النسب الهاشميّ للإمامة، فليس من الملزم أن يكون الإمام ذا نسب متّصل إلى عليّ بن أبي طالب وفاطمة بنت النبي.

ويوضح محمد عزان: "للحوثيين علاقة قوية مع إيران، وهي علاقة سياسية وليست مذهبية، مع العلم أنّ قواسم مشتركة عديدة تربط الاثنين". 
 
ويتابع: "الحركة الحوثية حركة سياسية، وأمّا خلفيّتها الدينية فهي المذهب الزيدي، إلا أنّ ذلك لا يعني أنها تختزل المذهب الزيدي بها". وأضاف: "كلّ حوثيّ زيديّ، إلا أنّ ليس كلّ زيدي حوثياً".
 
ويقول عزان، إنّ "الأخطاء السياسية التي ترتكبها الحركة الحوثية سياسياً تتحمّلها هي لا أتّباع المذهب. 
 
 
 
العلامات الدالة

الأكثر قراءة

ثقافة 10/30/2025 10:50:00 PM
بعد صراع طويل مع المرض...
صحة وعلوم 10/29/2025 2:06:00 PM
أنقذ الطبيب اللبناني الدكتور محمد بيضون طفلاً من الموت بجراحة غير مسبوقة أعاد فيها وصل رأسه بجسمه، بعدما كان الأمل مفقوداً في نجاته.
مجتمع 10/30/2025 3:01:00 PM
فتحت القوى الأمنية تحقيقاً في الحادثة للوقوف على ملابسات جريمة الطعن