وقائع ومعطيات "زوال" دولة إسرائيل!؟

حكمة. س. أبو زيد*عام 1961 أصدر الوالد سليمان أبو زيد، كتاباً بعنوان: "هنا كانت إسرائيل"، كما يظهر في صورة غلاف الكتاب، تضمّن الأسباب والوقائع والأدلة التي تدعم عنوان الكتاب كما كانت عام إصداره. واليوم في السنة الرابعة والعشرين من القرن الثاني والعشرين تشير وقائع الفظاعة الإسرائيلية في قطاع غزة، وجرائمها المتتالية في لبنان، الى ما كان ذهب إليه الكتاب زمن صدوره. كيف نشأ "الوطن القومي اليهودي" ولماذا أنشئ؟!"إن تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين، فكرة قديمة جداً، لم تخرج عن كونها حلماً من الأحلام التي راودت نفوس اليهود، منذ "سبي بابل" الى "تيه الصحراء" الى إحراق هيكل سليمان وتشريد اليهود، على يد القائد الروماني "تيطس". والحقيقة أن فكرة الوطن القومي اليهودي، أو الوطن "الصهيوني" كانت في البدء، حنيناً في نفوس اليهود المشردين، الى بقعة صغيرة من الأرض الفلسطينية تسمّى "صهيون".وصهيون، هذا، هو إحدى التلال التي تقوم عليها مدينة القدس. ويُعرف أيضاً بـ"جبل صهيون" وهو مكان مقدّس لدى اليهود. وحنينهم إليه، كان في القديم حنيناً روحياً دينياً، ثم اتسع نطاقه مع قيام "الصهيونية الدولية" وأصبح حنيناً قومياً ثم عنصرياً، يدّعي ملكية المنطقة الواسعة التي تُعرف بأرض فلسطين، والتي تقوم مدينة القدس، وجبل صهيون، في وسطها.وبعد وعد وزير الخارجية البريطاني بلفور لليهود عام 1917 بتحقيق الوطن القومي لهم في فلسطين، إذا ساعدوا الحلفاء في الحرب ضد ألمانيا وحلفائها، وبعد تنفيذ هذا الوعد ووضعه موضع الصيرورة عام 1947 وتسليم بريطانيا أرض فلسطين لليهود في العام التالي، وتشريد سكانها البالغ عددهم أكثر من مليون، تحوّلت فلسطين الى دولة سُمّيت "دولة إسرائيل"!وهنا لا بد من تساؤل:هل ادّعاء اليهود أن فلسطين هي أرض آبائهم وأجدادهم، وأنهم من سكانها "الأصليين" وأنهم أولى بها من العرب، هو ادّعاء صحيح، أو فيه شيء من الصحّة؟! وهل يمكن الإنكار أن اليهود كانوا من سكان فلسطين الأقدمين؟ هذا السؤال يحيب عنه المؤرخ الدكتور حسين فوزي النجار فيقول:"إذا تناولنا فلسفة الصهيونية فعلينا أولاً أن نقوم بتحليل الفكرة الصهيونية وردّها الى أصولها الأولى ثم نحكم عليها أو نزنها...