الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

هل يُغني نُبل الهدف عن نزاهة الوسيلة؟

المصدر: "النهار"
Bookmark
تعبيرية.
تعبيرية.
A+ A-
الدكتورة جوسلين البستانيمن الطبيعي أن تواصل إيران تطوير قدرة أسلحتها النووية مع ما يُحتّمه ذلك من ردود فعل غربية تُترجم بفرض عقوبات متزايدة ترافقها فتحات ديبلوماسية مؤقتة. في المقابل، وبعد حصول تصوّر أساسي مُشترك لإيران كمصدر تهديد وعدم استقرار لدول مجلس التعاون الخليجي، باشرت تلك الدول عملية تعديل وإعادة تنظيم لسياساتها ومواقفها الدفاعية، أدّت الى تقارب مُتزايد في ما بينها هدفه تطوير التنسيق لمواجهة هذا التهديد. ومن بين العوامل التي أسهمت في اتخاذ هذا القرار، توقّف المحادثات النووية واعتبار خطة العمل الشاملة المشتركة JCPOAغير قادرة على معالجة المخاوف الأمنية الإقليمية، تطوير طهران ونشرها للأسلحة الطويلة المدى ونقلها التكنولوجيا العسكرية المتطوّرة للميليشيات المُسلّحة التي تدعمها، إضافة الى القناعة الراسخة بأن الحرس الثوري الإيراني سيستمر في النمو، فيما لم تُظهر الولايات المتحدة أي اهتمام واضح لإيجاد حلّ لحرب اليمن. إذن، أدّت تلك العوامل الى تضييق الخلافات ما بين دول مجلس التعاون الخليجي حتى لو أنها لم تُحقّق التناغم الكامل في وصفاتها السياسية للتعامل مع ردع مشروع الهيمنة الإيراني. لكن القرار بضرورة التقارب من طهران موجود، كذلك التوافق الواسع في الآراء على أن التعامل مع روسيا والصين سيستمرّ في غياب المزيد من المشاركة الأميركية الجدّية. بالتالي، أقدمت السعودية على عقد اتفاق مع إيران برعاية جمهورية الصين الشعبية كخطوة عملانية لترجمة هذا الموقف. بالطبع سال الكثير من الحبر في تحليل مضمون الاتفاق غير أن البند الذي كثُر الكلام عنه يتعلّق باحترام سيادة الدول وعدم التدخّل في شؤونها الداخلية. لكن إيران التي انخرطت منذ أعوام علناً على خط المقاومة في فلسطين، زادت هذه المرة منسوب استغلالها لهذه القضية من خلال قصف إسرائيل بالصواريخ انطلاقاً من لبنان، غير آبهة بالخطر الذي تُشكّله هذه الخطوة على استقرار هذا البلد المُنهار أو بتعارضها مع روحيّة الاتفاق السعودي الإيراني وليس بنوده التي نجهل حرفيّتها. الواضح أن إيران مُصرّة على المحافظة على حرّية المناورة في لبنان وسوريا انطلاقاً من مبدأ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم