الثلاثاء - 21 أيار 2024

إعلان

لاجئون على خشبة المسرح في لندن... مساحة تتيح لهم التعبير عن أنفسهم

المصدر: أ ف ب
أبيل (الى اليسار)، إسماعيل محمد (في الوسط)، وإبراهيم شيبو (الثاني من اليمين) وكليفينا موريكي، أعضاء "فوسفوروس ثياتر"، يشاركون في بروفة لمسرحية "تندر" في مركز ريتش ميكس للفنون في لندن (12 نيسان 2024، أ ف ب).
أبيل (الى اليسار)، إسماعيل محمد (في الوسط)، وإبراهيم شيبو (الثاني من اليمين) وكليفينا موريكي، أعضاء "فوسفوروس ثياتر"، يشاركون في بروفة لمسرحية "تندر" في مركز ريتش ميكس للفنون في لندن (12 نيسان 2024، أ ف ب).
A+ A-
يوفّر مسرح "فوسفوروس ثياتر" في شرق لندن فرصة للاجئين شباب وطالبي لجوء لاعتلاء خشبة المسرح والتحدث عن تاريخهم، في سياق سياسي تشهد فيه المملكة المتحدة زيادة في حدّة المواقف العدائية تجاه المهاجرين.

في الاستوديو الخافت الإضاءة، ينكبّ عدد قليل من الممثلين على وضع ملاحظات على نصوصهم والتدرّب همساً على حفظ الجمل الموكَلة إليهم. ومن هؤلاء اسماعيل محمد (20 عاماً) الذي كان شاباً خجولاً، لا يجرؤ على التحدث بصوت عالٍ أمام زملائه في الجامعة، لكنه بات اليوم يقدّم عروضاً على مسارح في كل أنحاء المملكة المتحدة.

وهذا اللاجئ الشاب وصل إلى الأراضي البريطانية عندما كان في السادسة عشرة، بعد أن قام بالرحلة بمفرده من شرق أفريقيا.

وقال لوكالة فرانس برس "لا أحد يستطيع أن يروي قصتك بالجودة التي ترويها بها، ولا أن يتحدث كما تفعل عن الطريقة التي عشت بها (الرحلة) أو التي وصلت بها إلى هنا".

وتروي مسرحية Tender، وهي أحدث إنتاجات الفرقة، قصة مجموعة من الأصدقاء اللاجئين الذين يعيشون في لندن، والصعوبات المالية التي يواجهونها، والتضامن الذي يجمعهم للتغلب على المحن.

واستوحت هذه المسرحية القصص الشخصية للممثلين، وهم أنفسهم لاجئون أو طالبو لجوء، والقصص التي رووها عن رحلتهم ووصولهم إلى المملكة المتحدة.

ولاحظ لاجئ إثيوبي شاب يدعى أبيل أن لظهوره أمام الآخرين وإسماع صوته مفعولاً "علاجياً".

وأملت المديرة الفنية المشاركة للفرقة كيت دافّي سيدي التي عملت سابقاً كأخصائية اجتماعية للاجئين، في أن تساعد مسرحيتُهم على مكافحة بعض الأحكام المسبقة السائدة في المملكة المتحدة، حيث شهدت سياسة مكافحة الهجرة تشدداً متزايداً في السنوات الأخيرة.

وأقرّ البرلمان البريطاني أخيراً مشروع قانون مثير للجدل يهدف إلى ترحيل المهاجرين الذين وصلوا بشكل غير قانوني إلى الأراضي البريطانية، إلى رواندا.

وكشف رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك أن من المرتقب أن تبدأ عمليات الترحيل في خلال 10 إلى 12 أسبوعا. ولا يعرف طالبو اللجوء الموجودون في بريطانيا ما سيحلّ بهم في الأشهر المقبلة.

- مجرمون أو ضحايا -
ورأت كيت دافّي سيدي أن هؤلاء الشباب الذين شاءت إشراكهم في العملية الابداعية "إما يُنظر إليهم على أنهم مجرمون، إما ضحايا لا يتمتعون باية إرادة خاصة".

شاركت دافّي سيدي في تأسيس مسرح "فوسفوروس ثياتر" عام 2015 مع والدتها الكاتبة المسرحية دون هاريسون. ومن الواضح أن التدريبات، بعد مرور ثماني سنوات، لم تعد تجري في نفس الأجواء على الإطلاق.

وبعد إقرار القانون الخاص برواندا، نددت الأمم المتحدة بالقوانين البريطانية التي "قوّضت فرص الانتفاع من الحماية في أوساط اللاجئين في بريطانيا منذ 2022"، وفق البيان المشترك.

واعتبر إسماعيل محمد أن الأشخاص الذين يأتون إلى المملكة المتحدة "ليس من أجل عيش حياة رخاء، ولكن ببساطة من أجل أن يكونوا آمنين"، واصفاً ذلك بأنه "محزن جدا".

واعتبر أبيل أن المسرح "يستطيع على الأقل أن يساعد الناس على إدراك هذا الواقع، ويسمح للمشاهدين باكتشاف" ما عاشه اللاجئون خلال رحلتهم.

وسيتم قريباً عرض Tender، وهو العمل الخامس للفرقة، في لندن وديربي (وسط) ومانشستر (شمال غرب إنكلترا).

وفي كل مكان ذهبت إليه الفرقة في السنوات الأخيرة، كانت تتلقى استقبالا إيجابيا.

وتؤكد كيت دافي سيدي: "حتى لو نساهم في تحقيق تقدّم في ملفاتهم أو إجراءاتهم القانونية، فإننا نوفّر مساحات يمكن أن توجد فيها قصص عن الهجرة القسرية والأمل في مستقبل أفضل وتمثيل أكثر إيجابية للمهاجرين واللاجئين".
 
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم