الجمعة - 03 أيار 2024

إعلان

النمطيّة المهلكة

المصدر: "النهار"
Bookmark
قصر الرئاسة في بعبدا.
قصر الرئاسة في بعبدا.
A+ A-
الأب صلاح أبوجوده اليسوعيّ*"المراوحة أسوأ من الموت، إنّها أيضًا شكل من أشكال الفساد"(وليم غِلمور سيمس)تربط الأطراف الداخليّة المتخاصمة بشأن الفراغ الرئاسيّ مواقفها بموضوع بناء الدولة، إذ يبدو لها أنّ الشخصيّة التي ستشغل منصب الرئاسة ستضطلع بدور أساسيّ في تحقيق الدولة التي يريدها كلّ طرف. واللافت في هذا النزاع غياب أبسط أسس الحوار عن مواقف المعنيّين، إذ عادت تتكرّر لازمة تخوين الخصم أو اتّهامه بقصر النظر. ومرّة أخرى، يبلغ اختلاط الرموز والشعارات والاحتفالات والاستشهادات الدينيّة بشؤون الدولة والمصالح الطائفيّة مبلغًا خطيرًا جدًّا، يرافقه التباين المألوف في ما خصّ تفسير الدستور المتّصل بعمل مؤسّسات الدولة وتعريف مصالحها وتحديد طرق تنفيذها. ويلاحظ حضور الاختلاط والتباين عينهما في مساعي التواصل العلنيّ أو الخفيّ بين بعض تلك الأطراف بغية التوصّل إلى تفاهمات.أمّا الافتراض الذي يُطرح إزاء هذا الواقع فهو التالي: إنّ النمطيّة المتأصّلة في الهويّة الطائفيّة التي تتحكّم بطريقة تفكير تلك الأطراف وسلوكها وخطاباتها، لا يمكن أن تؤدّي أبدًا إلى بناء الدولة، بل إلى الإبقاء على مسار ضعفها. وبكلام آخر، لا يمكن العمل السياسيّ القائم على تلك النمطيّة إلاّ أن يُنتج الواقع الذي نعيشه. وتتجلّى تلك النمطيّة بوجه خاصّ في استراتيجيّات الدفاع و/أو الإقناع التي يعتمدها كلّ طرف وتستهدف التأثير في جمهوره الطائفيّ، بقدر ما تهدف إلى مواجهة طروحات الخصم أو، بكلّ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم