الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

سلمان زين الدين بين تفاحتي حواء والشعر

المصدر: "النهار"
Bookmark
سلمان زين الدين.
سلمان زين الدين.
A+ A-
زهيدة درويش جبوريحيلك ديوان سلمان زين الدين الأخير "تفاح" إلى سؤال الشعر وماهيته. وقد درج منظرو الحداثة على تعريف الشعر بأنه توليد الإحساس بالخارق من خلال الصورة التي تثير الدهشة. لكن الشعر هو أيضاً فن توليد الإحساس بالجمال وذلك لا يقتصر على اجتراح الصورة الغريبة بل يشتمل على التعبير عن تجربة وجدانية أصيلة تكشف عن نفسها بلغة تتماهى معها إيقاعاً وصوراً ورؤى تصدر عن انفعالات الحواس وابتداعات الخيال. هذه الشروط كلها تتحقق في المجموعة التي نتناولها، غير أن السمة البارزة فيها هي النزعة الغنائية البوحية. فاللغة متنفس الشاعر حين تضنيه ضغوط الحياة يلجأ إليها لتحرره مما يعتمل في نفسه من مشاعر الحزن والقلق ولتخفف عنه الشعور بالفقد وقد حمله قطار العمر بعيدا عن مرابع الطفولة وأيام الصبا: "لولا اللغات/ نضُبُّ فيها ما يفيض/ من المشاعر عن إناء القلب لانكسر الإناء" (قصيدة "لولا" ص. 29). بل أن ثمة قصائد يمكن أن تقرأ على ضوء التحليل النفسي للأدب فتكشف عن وظيفة تعويضية للكتابة. يبدو ذلك جلياً في القصيدة الافتتاحية الموسومة "شعر"، حيث تزخر المفردات والصور بإيحاءات تضفي على المغامرة الشعرية طابعاً إيروسيا دونجوانياً: "تفتن" "تفاحه" "يغريني" "إغوائه"، "صيدٍ ثمين"، ...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم