السبت - 27 نيسان 2024

إعلان

"تفاح" سلمان زين الدين شيطان جميل

المصدر: "النهار"
Bookmark
غلاف "تفاح".
غلاف "تفاح".
A+ A-
عمر شبلي أدلف إلى قراءة "تفّاح"، المجموعة الشعرية السابعة للشاعر سلمان زين الدين، الصادرة عن "شركة المطبوعات للتوزيع والنشر" وأقرأ في مطلع قصائده: "فأنا/ مذ راودَ الضوءُ/ عن الريش جناحي،/ تفتن الأضواءُ قلبي" (تفاح ص 9). الضوء هنا مرتبط بالقلب وليس بالعين، وفيه تتجلى ماهيّةٌ تسيطر على كثير من ديوانه هذا، وتحاول الإياب نفياً للغياب. وهذا الإياب لا ينفي الغياب إلاّ بقضم التفاحة التي تزداد حضوراً كلما ازددنا قضماً لها، وبشكل رامز هو تكرار الحياة والموت منذ التفاحة الأولى حتى الإياب الكلي في شهوة التفاح المتحول فعلاً ملائكياً يجعل الشيطان منتصراً على الملاك بإغوائه اللذيذ المزدحم بالشهوة والإنجاب وتكرار الولادة التي حولها الشيطان إغواءً ومخرجا شهوة التفاح إلى خارج الجنة ليكون حضورها أعلى من الجنة نفسها. التفاحة حواء "تتقن الإغواء والإغراء/ في فردوسها/ مذ أيقظت شمس الضحى/ من نومه تفاحها/ وهو ملاك سادر في طهره/ لمّا يذق من قبلها تفاحة" (ص 53). وكان لا بد من صراع الملاك والشيطان في هذا الفردوس الخالي من الشهوات، وكان لا بد من حواء تفاحة الشهوة. أمّا آدم "المسكين" فقد كان "مسرعاً في قطفه التفاحَ كي يطفئ جوعاً/ أيقظته القضمة الأولى/ وراحت ناره تذكو لهيبا" (ص 55). إنّ التفاحة هنا هي الخطيئة الشهية الحضور فينا بين الواقع الطيني والحلم الملائكي: "هي شيطان...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم