الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

تحيّة إلى ليلى بعلبكي: جريمتُنا أنّنا خَوَنَةُ أنفسِنا فضيحتُنا أنّنا لا نحيا... يا لينا فيّاض (1934- 2023)

المصدر: "النهار"
عقل العويط
عقل العويط
Bookmark
بريشة منصور الهبر.
بريشة منصور الهبر.
A+ A-
إذا كانت كلمة "اللّاموت" تنطبق على كائنٍ بطل، فهي أراها تنطبق على لينا فيّاض. وها أنا أتحدّث عن هذه المرأة (و/أو الأنا الراوية، و/أو هي، الآنسة، الزوجة، الأمّ، أو العشيقة)، في صيغة الزمن الحاضر لا في صيغة الزمن الماضي. لينا فيّاض، لم تكن شخصًا عابرًا في لحظةٍ عابرة، وفي مكانٍ عابر. بل كانت كلّ النساء، وكلّ اللحظات، وكلّ الأمكنة؛ وكانت مختبرَ المشاعر والانفعالات والأحوال والتحوّلات والتجارب، ومفترقَ الطرق، وبابًا مفتوحًا على المدينة – المدن، وعلى الحياة والحرّيّة والحداثة والشغف والامتلاء والحبّ والجسد والجنس والتمرّد والثورة والرغبة والعقل والثقافة.أتحدّث عن لبنان، وعن العالم العربيّ، والشرقيّ. المكان بيروت، ورأس بيروت، والزمن زمن الخروج من العفن، زمن "مجلة شعر"، وسواها، وفارساتها وفرسانها. وإذا كان من الصعب أنْ تجسّد امرأةٌ ما، في مكانٍ ما، وفي لحظةٍ ما، هذا الخضمّ الوجوديّ الكيانيّ، الهائل والجارف والجريء والمتمرّد واللطيف والطيّب واللذيذ والأنيق والمشتهى والحرّ، فإنّ بطلة ليلى بعلبكي كانت تجسّد هذا كلّه، بدون ادّعاء واستعراض، بل ببداهةٍ فادحة، كينبوع، كشلّال، كنهر، لا بدّ من أنْ يشقّ طريقه ليصل إلى مبتغاه المطلق. وبحنكةٍ روائيّةٍ حديثةٍ غير مسبوقة. كأنّ شمسًا لم تكن تشرق، فإذا هي تشرق. كأنّ حياةً لم تكن تُحيا وتُعاش، فإذا هي تنبثق ممشوقة القوام، بجسدها الحرّ، بروحها الحرّة، بقلبها العلنيّ، بلاوعيها الدفين، وبكامل أنوثتها، وبعنفوان العقل، لتمشي بالخطى الواثقة نحو حياتها. كأنّ هذه الحياة لم تُعطَ يومًا لامرأةٍ (لبنانيّةٍ وعربيّة) من أجل أنْ تحياها. لذا كانت "أنا أحيا" (صدرت عن دار "مجلة شعر"، 1958). ولذا أجد المتّسع الثقافيّ الأرحب لأعتبرها العلامة...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم