الأربعاء - 01 أيار 2024

إعلان

أَبحرت بسفينتها لتحيا على الدوام

المصدر: "النهار"
Bookmark
ليلى بعلبكي.
ليلى بعلبكي.
A+ A-
الدكتورة رفيف رضا صيداويعندما يُذكر اسم الأديبة اللبنانيّة ليلى بعلبكي(1934 -2023)، تعود بنا الذاكرة إلى ستّينات القرن الماضي، وإلى الزخم الثقافي لتلك المرحلة، أدباً ونقداً وفنّاً تشكيليّاً ومسرحاً وغناءً، وصحافةً اهتمّت مجلّاتها الثقافيّة الأدبيّة، بترويج الثقافة والأدب الحديثَين، وتيّاراتٍ ومذاهب فلسفيّة وفكريّة وعقائديّة، ليس بالمعنى الكمّي فحسب، بل بما حمله ذلك كلّه من وعود الحداثة الفكريّة المتناظرة مع الحداثة الغربيّة، والمبشِّرة بإبداعاتٍ لبنانيّة مؤثِّرة عربيّاً وعالميّاً.ليلى بعلبكي، الشابّة الجنوبيّة المنفتحة على الثقافة الغربيّة، ابنة هذه المرحلة الفوّارة، والصحافيّة اللّامعة، شكَّلت حالةً أدبيّة، وكرَّست نفسها رائدةً للأدب الروائي النسائي في لبنان والعالَم العربيّ. صحيح أنّ ظهورها الروائي الأوّل لم ينطلق من فراغ، لأنّه جاء في مرحلة التغيّرات العاصفة في الفكر والثقافة عموماً، وفي الكتابة الروائيّة والقصصيّة خصوصاً، وفي سياقٍ من التثاقُف الفكريّ مع الغرب، غير أنّ ريادَتها كرّسها الإبداعُ الذي حقّقته وجَعَلَ من روايتها الأولى "أنا أحيا" رمزاً لأدبٍ ينأى عن الاتّباع والتقليد متطلّعاً نحو تجديدٍ لافت، بقدر ما جَعَلَ منها مرجعاً حيّاً لم تخبُ حيويّته مع السنين والأجيال. لم تنطلق بعلبكي من فراغ، لأنّ الحياة الثقافيّة كانت تشهد حصاد النهضة العربيّة للربع الأوّل من القرن العشرين؛ متجلّيا في جديد النقد الأدبي والأدب القصصي. نقديّاً، كانت التوجّهات النقديّة الحديثة، التي لا يخفى الأثر الغربي والفرنسي تحديداً فيها، تنحو إلى القطع مع المفاهيم النقديّة القديمة، بمساهمة كبيرة من أدباء المهجر الذين مهّدوا الطريق إلى تبنّيها.فتبلْوَرَ مفهومٌ مختلف وجديد للنقد في "الغربال"(1923) لميخائيل نعيمة، مثلاً، تجلّى في قوله إنّ "الناقد الذي لا يميّز بين شخصية المنقود وبين آثاره الكتابيّة ليس أهلاً لأن يكون من حاملي الغربال أو الدائنين بدينه"، ولأنّ مهنة الناقد "هي غربلة الآثار الأدبيّة، لا غربلة أصحابها"؛ وأنّ القصد من الأدب "هو الإفصاح عن عوامل الحياة كلّها كما تنتابنا من أفكار وعواطف". ثمّ جاء عمر فاخوري لينقض مفهوم الكتابة الإبداعيّة على أنّها تصويرٌ آليٌّ للواقع، متأثّراً بمقولة الناقد والروائي الفرنسي أناتول...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم