الأربعاء - 15 أيار 2024

إعلان

الشابة المتمردة

المصدر: "النهار"
Bookmark
غلاف رواية "أنا أحيا" لليلى بعلبكي.
غلاف رواية "أنا أحيا" لليلى بعلبكي.
A+ A-
الدكتور لطيف زيتونيفي المحاضرة التي ألقتها عام 1959 في "الندوة اللبنانية وعنونتها "نحن بلا أقنعة"، رسمت ليلى بعلبكي خطا احمر بين الجيل الذي سبقها وجيلها، بين الماضي الذي يجب ان يرحل والحاضر الذي ينبغي أن يبني المستقبل. كان صوتها صدى لصرخات الكثيرات ممّن تفتّح وعيُهنّ على الحياة بعد الحرب العالمية الثانية. فهذه الفتاة التي نشرت روايتها الأولى عام 1958، ولدت قبل خمس سنوات من بداية هذه الحرب التي قوّضت العمران ودمّرت القيم الكلاسيكية، فملأت الفلسفات الوجودية والماركسية الفراغ، واستقطبت حركات التحرّر بأفكارها ونضالاتها الاهتمام. وعكست بيروت الخمسينات ذلك كله في مجلاتها الناشئة وكتبها المترجمة وندواتها الكثيرة. في هذا الجو عاشت ليلى بعلبكي، تملأها الثورة، وتغذيها الثقافة، فلم تنشأ ثورتها من فراغ، ولم تتجه الى فراغ. كانت الثورة طريقها الى الحرية، الحرية الشخصية والسياسية، وكانت الحرية طريقها الى الحياة. لهذا لم تعنْون روايتها الأولى "أنا ثائرة" ولا "أنا حرة" بل "أنا أحيا"، لأن الحياة هي الغاية وما قبلها وسيلة لها وسبيل اليها. طريق الثورة-الحرية-الحياة، سلكتها ليلى بعلبكي في أعمالها الثلاثة، "أنا أحيا" و"الآلهة الممسوخة" و"سفينة حنان الى القمر"، التي كرستها رائدة في الكتابة القصصية النسوية. صحيح ان بيروت عرفت مجموعة من الروائيات نشرنَ اعمالهن في بداية القرن العشرين إلا أنهنّ كنّ جميعا مستكينات محافِظات يدافعنَ عن القيم التقليدية. لهذا شكّلت...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول
الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم