الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

أخافُ أنْ أسقطَ كحجرٍ رماه صبيٌّ في القَعرِ

عبير شرارة
أخافُ أنْ أسقطَ كحجرٍ رماه صبيٌّ في القَعرِ
أخافُ أنْ أسقطَ كحجرٍ رماه صبيٌّ في القَعرِ
A+ A-

● أخافُ من الخوف

تخيفُني الوحدةُ

الوحدةُ المرسومةُ على جدرانِ أحلامي

حين تذهبُ بعيداً ولا تعود!

أو ترجعُ منهكةً

جدران حياتي

جدران منزلي

وجدران غرفة نومي

أخافُ الأسرارَ التى تقيم في دفتر الليل

الأحلامَ التي لا تتحقّقُ

الكوابيسَ التي تتملّكُني

أخافُ اللوحاتِ المعجونةَ بالأسرارِ

الظلَّ الواقفَ خلفَ البابِ

البابَ المُقفَلَ... ظلَّ البابِ

أطيافَ الزوارِ التي لا يأخذونها معهم

أخافُ

صرتُ أخافُ النوافذَ التي تفتح عيونَها على الفراغِ

تحجبُ الضَوءَ

تمنعُه من أنْ يصلَ باكراً إليّ

أخافُ

من ماذا لا أخافُ؟

من أنْ يبقى كلامُنا معلَّقاً على حبالِ غسيلِ غبائنا

أخافُ وأخافُ

أخافُ

أن يبدأ نهاري بهمسةٍ وبسمةٍ

وينتهي بعلامة سؤال؟

فأعودُ وأخافُ من جديد!

أخافُ أنْ أسقطَ كحجرٍ رماه صبيٌّ في القَعرِ

فيرتطمَ رأسي بالموتِ

فأقومُ من نومي إلى هذه الوحدة

أنامُ

أخافُ أنام

ثم يغلبني الخوفُ فأخافُ من الخوف.


● في مهبِّ الرياح

في مهبِّ الرياحِ لستُ أدري أينَ أُساقُ

كيف أكونُ أنا في الزمانِ

وكيف يكونُ المكانُ

شجرٌ للأسئلةِ

مطرٌ غامضٌ في حضرة الحُلُم...

كيف سأصحو؟

كيف تطالعُ هذي المرايا أنا؟

لو أنَّ لي وطناً لسنا فيه الضحايا

لو...

هو وطنٌ للحزنِ والافتراقِ

يأخذُنا واحداً واحداً

للتراب


لو أنّ لي في الحلم غيرَ  (أنا)

في الشوقِ غيرَ (أنا)

غيرَ (أنا) في الحريق

لو أنّ لي في الجهات الجنوبَ

أرضي شموسي

أقمارَ روحي

نهري وبحري

زقزقاتِ العصافيرِ

لو...

الهوى ناضجٌ مثلُ زنبقةٍ في الصباح

و

كلُّ الجهاتِ إذا يمّمتُ وجهي

ذاتَ اليمينِ وذاتَ الشِمالِ الجنوب

واقفةٌ

في مهبِّ الرياحِ أسيرُ

في النومِ إلى يقظةٍ

وأبصرُ أني أشعِلُ سيجارتي

أشربُ القهوةَ اللاحقةَ

وأسمعُ ما بيننا من سكوتٍ

أرى أنّ هذا الصبحَ الكئيبَ قد أشعلَ الشوقَ ما بيننا

لكنّ ريحَ الشَمال فرّقتنا

إلى أين أمضي؟

أسلِمُ نفسي للمقادير

لعلّ الحظوظَ مثلُ خطوطِ الأكُفِّ

ولا يسرقُني هذا الشتاءُ

إلى غُربةٍ باردة.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم