الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

حقاً، ثمة ما يُدمع

سمير عطاالله
Bookmark
حقاً، ثمة ما يُدمع
حقاً، ثمة ما يُدمع
A+ A-
العام 1970 تولى قابوس بن سعيد الحكم في ما كان يعرف بسلطنة مسقط وعمان بعد إقصاء والده في حركة هادئة لا سيوف فيها ولا رؤوس ولا أبراج دبابات. ومع تولّيه، خرجت عُمان من القرن السادس عشر (تقريباً) لكي تبدأ الدخول الى القرن العشرين. الغى خريج ساندهيرست البوابات التي كان يغلقها والده بعد السادسة مساء، ويبقي المتخلفين خارج اسوار مسقط، وراح يضيء المدينة بالكهرباء، وفتح المدارس، وأخذ يبني بلداً معاصراً هو اليوم من اكثر بلدان العالم الثالث تطوراً، ومن اكثرها استقراراً.   مضى على آخر زيارة قمت بها لمسقط نحو 15 عاماً، أكثر قليلاً أو أقل قليلاً. وكانت الدعوة من جهة لا يتخيلها عقل عربي: لا من وزارة الإعلام، ولا من وزارة الخارجية، وإنما من بلدية العاصمة! كان أهلها يريدون أن يرى ضيوفهم، أي نوع من المدن قد بنوا. وقد رأيت بين الجبال الصحراوية المعدنية على شاطىء بحر العرب، مدينة في نظافة مدن أوروبا، وإن كانت الوجوه والملامح، في سمرة أهل الجارة الهندية، حيث ذهب قابوس للدراسة على شانكار ديال شارما، الاستاذ الذي سيصبح الرئيس التاسع للهند.سألت يومها عن صديقي عبد العزيز الرواس، فقيل إنه في نزوى، على بعد ساعتين، في جولة على البلاد مع السلطان. قررت القيام بالرحلة وفي ذهني ان أرى الفارق في النظافة (في بلد عربي) بين الريف والمدينة. لا فرق. لكنني لاحظت شيئاً جوهرياً: قابوس، الذي لا يخرج في زيارات رسمية الى أي مكان، ولا الى الأمم المتحدة، أو القمم العربية، لا يكف عن التجوال في الداخل. لم يعزل السلطنة عن العصر والتطور والازدهار، مثل والده، لكنه عزلها، بقرار محكم، عن نزاعات العرب ونزعاتهم وفوراتهم.عادت اليَّ عُمان الآن وأنا اتأمل ماذا حل بنا وبالعرب الذين قرر قابوس يومها الابتعاد عنهم. وأحب أن...
ادعم الصحافة المستقلة
اشترك في خدمة Premium من "النهار"
ب 6$ فقط
(هذا المقال مخصّص لمشتركي خدمة بريميوم)
إشترك الأن
هل أنت مشترك؟ تسجيل الدخول

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم