اشترِك في نشرتنا الإخبارية
نفايات اللبنانيّين والسّوريّين وسّخت نهر الجوز... طنّان كلّ "ويك اند"
نعم، "ع كفرحلدا طِلْعو، وحدِّ النهر قَعَدو، وبمياتو كَبُّو شو ما حبّو". "المشكلة التي نحن واقعون فيها كبيرة"، يصارح رئيس بلدية كفرحلدا الدكتور اديب موسى "النهار"، و"نقوم بالمستحيل لمعالجتها"، على قول رئيس بلدية بيت شلالا اسعد النخل. كفرحلدا وبيت شلالا في قضاء البترون تتشاركان في مسؤولية النهر الذي يفصل بينهما.
في الكلام على المسؤوليات والمسؤولين، ظاهرة اطنان النفايات عند النهر وفي مياهه متكررة، مستشرية، مقاومة للمعالجات التي تقول البلديتان انهما تتخذانها. رواد لبنانيون وغير لبنانيين، بالتحديد لاجئون سوريون، بعشرات المئات، يحوّلون اسبوعيا المكان منتجعا خاصا، مع نرجيلة ونار واكل وشرب ولعب وسباحة، ويلقون بنفاياتهم، كيفما شاؤوا وساعة شاؤوا.
طنان كل سبت وأحد
من كفرحلدا اولا. "البلدية خصصت شرطيَّين في الموقع. كذلك، تمر شاحنة النفايات مرتين او 3 مرات اسبوعيا لجمع النفايات المتراكمة عند النهر"، يقول موسى. واذا صدف ان مر احدهم وشاهد اكوام النفايات، فذلك "لان الشاحنة لم تكن مرت بعد. ساعات قليلة فقط تفصل بين مواعيد جمع النفايات عند النهر. انها جولة البيك آب".
في واقع الامور، تعود المشكلة كلما قصد الناس النهر لتمضية الوقت، خصوصا في الويك اند. وهي تعني، في الارقام التقريبية، "استخراج طنين من النفايات عند النهر يومي السبت والاحد فقط، علما ان البلدية ترسل نحو 5 اطنان من النفايات يوميا الى مكب البترون. وهذه الكمية تتجاوز طاقتنا"، يفيد موسى.
اللاجئون السوريون اكثر من الاهالي!
ما وراء مشكلة نفايات النهر ازمة من نوع آخر. "في كفرحلدا، لدينا 1700 لاجىء سوري، بينما لا يتجاوز عدد الاهالي 400. كل هؤلاء "قاعدين ع مجرى النهر"، على قول موسى. "يقوم الشرطي بجولته. يبتعد 100 متر ليعود ويجد نفايات مرمية هنا وهناك. لم نعد نعرف مصدرها. لم ندع وسيلة الا جربناها. نحاول تخفيف المشكلة، لكننا لم نتمكن بعد من معالجتها نهائيا".
انها المشكلة نفسها التي تعانيها بيت شلالا. "عدد اللاجئين السوريين في البلدة نحو 300، ويتجاوز عدد الاهالي"، يفيد النخل. غير ان الزبالة عند النهر ليست بسببهم وحدهم. "قبل فترة، جاءنا نحو 100 من مناطق مجاورة، وكانوا لبنانيين. "شو منتخانق معن؟ فللو، وتركو كل شي وراهن. تللو الديني"، على قوله.
وعود بتدابير
على غرار كفرحلدا، خصّصت ايضا بيت شلالا "شرطيا واحدا" للمراقبة عند النهر. "كل 3 ايام، نجمع النفايات عند المطاعم والمقاهي"، و"قبل نحو يومين، باشرنا مع بلدية كفرحلدا تنظيف النهر من اوله الى آخره. وسنصل قريبا الى بساتين العصي"، يفيد النخل.
بين بيت شلالا وكفرحلدا، "تنسيق دائم"، بتعبيره. اما وفقا لموسى، فـ"نود ان يكون التواصل والتعاون افضل مع بيت شلالا، كي ننسق معا اكثر التدابير. التنسيق يجب ان يكون اقوى مما هو عليه حاليا".
في وقت ينتظر رجال الشرطة البلديون اجراءات رادعة تتخذها البلديتان لتنفيذها في الموقع، تعد التدابير بـ"محاضر ضبط ستعطى، ابتداء من الاسبوع المقبل، كل من يعمد الى ترك نفاياته وراءه على النهر"، وفقا لموسى. بيت شلالا "بدأت اعطاء هذه المحاضر قبل اسبوع"، يفيد النخل، و"تدابيرنا تصاعدية. البلديتان ستتخذان قرارا بمنع التخييم عند النهر. وسنمنع الناس، بالاستعانة بعناصر قوى الامن الداخلي".
