مصادر "مستقبلية": الحديث عن ترشيح "القوات" الجنرال مجرد "زكزكة سياسية"

تسابق أحزاب " 14 آذار" على إنجاح رئيس جمهورية من فريق " 8 آذار"، يكاد يكون الوصف المناسب لما يتم التداول به في الساحة السياسية، خصوصاً بعدما نقلت "النهار" أن عضو كتلة "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان أبلغ قياديي "14 آذار" أن خيار حزبه السير بترشيح الجنرال ميشال عون للرئاسة.

موقف وتّر من جديد العلاقة بين "القوات" و"المستقبل"، إذ اعتبر البعض أن ترشيح عون جاء كرد على مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيح النائب سليمان فرنجية للرئاسة. وبين حليف لـ"حزب الله" وصديق للأسد ضاع جمهور "14 آذار" بالخيارات، فيما لم يعر البعض أهمية للموضوع واصفاً ما نقل عن "القوات" بالمناورة وأن الرئاسة لا تزال رهينة إيران و"حزب الله".
ويأتي ما نقله عدوان في ظل انقسام حاد حول موقف وزير الخارجية جبران باسيل في اجتماع وزراء الخارجية العرب وامتناعه عن التصويت للبيان الختامي بسبب "ذكر اسم حزب الله وربطه بأعمال ارهابية"، ما دفع المراقبين إلى اعتبار حركة "القوات" سقطت في اليوم نفسه بعد موقف باسيل في الجامعة العربية.
ويقول عضو كتلة "القوات" جوزف معلوف ان "هناك حوارات في الساحة والحوار مع التيار الوطني يستمر انطلاقا من اعلان النوايا، وكنا ولا نزال نقول إن لا فيتو على أحد بمن فيهم الوزير السابق فرنجية ‏". ‏ويشدد على أن "ترشيح عون للرئاسة هو من الاحتمالات ونؤكد ان كل الأمور باتت ورادة". ويذكر بما سبق وقاله جعجع بأن "الاحتمالات واردة شرط ان يكون هناك من يتلاقى مع المصلحة الوطنية وثوابت قوى 14 آذار التي لا نزال ‏جزءا اساسياً منها ونحمل الامانة فيها". ‏
ولكن... هل يحمل الجنرال ثوابت "14 آذار"؟ يجيب معلوف: "كي نصل إلى هذه التفاصيل، هناك نقاط كثيرة يجب الحديث عنها والقضية لا ترتبط بتسمية رئيس جمهورية ‏بل يجب أن تُؤخذ كل المعطيات على الساحة اللبنانية لاعادة عمل المؤسسات الدستورية وعلى رأسها رئاسة الجمهورية".
ما تم تناقله في وسائل الاعلام أعاد حدة النقاش بين أنصار "المستقبل" و"القوات"، فالأول بات متهماً بمحاولة ترئيس صديق الأسد، أما الثاني فيبحث عن سيناريو لما طرحه وتبريرات عن سبب اختيار أحد أقطاب "8 آذار" للرئاسة. ووفق مصادر قيادية في "تيار المستقبل" فإن "القوات لم تنقل لنا أو تبلغ الاخرين ترشيح عون للرئاسة رسمياً، بل تم التداول بالموضوع فحسب"، وتضيف: "لا نعرف إذا كان حزب القوات سيتبنى الأمر رسمياً، لكن إذا قاموا بذلك، فستكون أشبه بـ"زكزكة سياسية" وخطأ في حق قوى "14 آذار"، إلا إذا كان الهدف فعلاً ايصال عون إلى الرئاسة، وإذا تم هذا الأمر فإن "القوات اللبنانية" وسمير جعجع سيكونان أول الخاسرين".