الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

"داعش" يعكّر الأجواء في إقليم كردستان بين حزبي "الاتحاد الوطني" و"الديموقراطي"

بغداد – فاضل النشمي
"داعش" يعكّر الأجواء في إقليم كردستان بين حزبي "الاتحاد الوطني" و"الديموقراطي"
"داعش" يعكّر الأجواء في إقليم كردستان بين حزبي "الاتحاد الوطني" و"الديموقراطي"
A+ A-

على رغم افراج السلطات الأمنية في اقليم كردستان عن قائد قوات "حماية شنكال" الايزيدي حيدر ششو قبل يومين على خلفية انشائه قوة عسكرية لمحاربة تنظيم "الدولة الاسلامية" (داعش)، فان عملية الاعتقال تسببت بتعكير الاجواء بين الحزبين الرئيسيين في اقليم كردستان، حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" بزعامة جلال طالباني والحزب "الديموقراطي الكردستاني" بزعامة رئيس الاقليم مسعود بارزاني.


وكان "داعش" احتل قضاء سنجار التي تسكنه غالبية ايزيدية مطلع آب 2014 وقتل واسر وسبى الكثيرين من الرجال والنساء الايزيديين.
وتعود قصة التوتر بين الجانبين الى مطلع الشهر الجاري، حين اقدمت سلطات الاقليم على اعتقال القائد الايزيدي حيدر ششو في الخامس من نيسان، بذريعة انه ينشىء "ميليشيا" خارجة عن اطار قوات البشمركة الكردية، الامر الذي لا تسمح به قوانين الاقليم. وفي ضوء عملية الاعتقال تلك، اصدر حزب "الاتحاد الوطني" الذي ينتسب اليه ششو، بيانا شديد اللهجة ندد فيه بما سماه عملية "الاختطاف".
كما اصدرت قوة "حماية شنكال" عقب حادث الاعتقال بيانا جاء فيه ان "اعتقال قائد قوتنا هو اعتقال سياسي بالدرجة الأساس، هدفه هو النيل من إرادة الإيزيديين وكسرها من خلال كسر إرادة أحد أبرز قادتها الميدانيين".


البارزاني
وقد دخل البارزاني على خط الازمة واصدر بيانا رد فيه على مذكرة لكتلة "الاتحاد الوطني الكردستاني" في شأن اعتقال ششو ومطلب اطلاقه واكد ان " لا علاقة للموضوع بالسياسة ولا علاقة له بالحزب الديموقراطي الكردستاني".
وقال انه "لا يسمح بوجود اي قوة خارج وزارة البشمركة وتسلّم مبالغ مالية من دون علم الإقليم وتحدي سلطات كردستان".
واضاف:"تم منح مهلة شهرين لهذه القوة للانضمام إلى وزارة البشمركة ولتزويدها الإمكانات اللازمة، ورفضت هذه القوة أن تكون ضمن تشكيلات وزارة البشمركة".


زوجة طالباني
وعقب بيان البارزاني، وجهت السيدة هيرو ابرهيم احمد زوجة طالباني والشخصية النافذة في حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" رسالة غاضبة الى قيادة "الحزب الديموقراطي الكردستاني" عنوانها: "إناء الاتحاد الوطني امتلأت... لا تجعلوها تنضح" وختمتها بقولها: "لن نسامح اسالة الدم من إصبع طفل في الاتحاد الوطني فكيف الحال مع أحد قيادييه"، في اشارة الى اعتقال حيدر ششو.
ونفت مصادر حزب "الاتحاد الوطني الكردستاني" صدور رسالة السيدة هيرو ابرهيم على رغم نشرها في عدد من وسائل الاعلام الكردية، فيما أكدها بعض المصادر، ورأى ان النفي صدر بعدما حققت الرسالة غرضها وأطلق حيدر ششو.
في اية حال، لا يمكن عزل الصدام الاخير بين حزبي "الاتحاد" و"الديموقراطي" عن سياق التنافس الحزبي الطويل بينهما. لكن الجديد في الموضوع هو التأثير الذي خلفه "داعش" لدى الجانبين، فلولا وجود التنظيم على مقربة من حدود الاقليم وسيطرته على المناطق التي يسكنها الايزيديون، لما اضطر ششو الى أنشاء قوة مسلحة خارج اطار قوات البشمركة.
وربما كان ينتظر بغداد خلاف مماثل بين مختلف جهاتها السياسية، لما حصل في الاقليم حول قوات "حماية شنكال" وسيكون موضوع خلاف القوى العربية تشكيلات الحشود الشيعية والسنية المشكلة اخيراً لمحاربة "داعش".

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم