الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

مجزرة بيئية في جدرا

المصدر: خاص - "النهار"
جدرا – احمد منتش
A+ A-

في ظل عجز البلديات عن اعمال المراقبة طوال الليل وعدم قدرتها على الملاحقة والمحاسبة ووسط غياب شبه كامل للاجهزة والسلطات الرسمية تفاقمت في الاونة الاخيرة اعمال رمي الردميات والنفايات على جانبي الطرق العامة والفرعية في بلدة جدرا في اقليم الخروب الساحلي وبعض القرى المجاورة الامر الذي دفع رئيس بلدية جدرا الاب جوزيف قزي لرفع الصوت من جديد ونظم جولة مع الاعلاميين في المنطقة جرى خلالها الاطلاع على حجم المشكلة واثارها السلبية على الصعد السياحية والصحية والبيئية وشارك في الجولة عدد من رؤساء وممثلين عن بلديات المنطقة .
وتبين خلال الجولة ان جانبي الطريق الساحلي بين صيدا وبيروت وغالبية الطرق العامة تحولت مسرح لمكبات عشوائية ناجمة عن قيام شاحنات وسيارات بيك اب برمي الردميات وبقايا اللحوم وفضلات الجزارين .


مجزرة بيئية
ووصف الاب قزي الوضع بالمجزرة البيئية الخطيرة، وقال " جئنا اليوم نحن بلديات جدرا وبرجا والجية وسبلين، لنرفع الصوت عاليا ونطلقها صرخة بوجه سائقي الشاحنات الذين يقدمون على نقل النفايات والردميات من بيروت وضواحيها وغيرها من المناطق القريبة من ساحل اقليم الخروب، ورميها خلسة على جوانب طرقات بلداتنا، حيث يرتكبون مجازرة بيئية بحق البيئة ومنطقتنا والشوف الساحلي الذي يعتبر من اهم المناطق السياحية لما تضم من منتجعات سياحية"، لافتا الى ان البلدية كانت ازالت النفايات والردميات منذ سنتين، وزرعت الاشجار على جوانب طرقات البلدة لتجميلها ومنع الشاحنات من رمي تلك النفايات بكلفة خمس وعشرين مليون ليرة لبنانية، كي نحافظ على البيئة كونها مقصدا للسياح، لكن للأسف فان اصحاب الشاحنات والسائقين عادوا مجددا، وارتكبوا مجزرة بيئية عبر التخلص من حمولات شاحناتهم ورمي النفايات والردميات بين الاشجار المزروعة، وحتى البعض منها وصل الى نصف الطريق واقفل العديد من الطرقات الفرعية في جدرا ، حيث تحولت جدرا الى مكب لتلك الفضلات والنفايات، وطالب القضاء اللبناني عدم التهاون في هذه القضايا ونحن لدينا شكوى لدى النيابة العامة، معتبرا ان اصحاب الشاحنات وسائقيها يرتكبون جرائم بيئية بحق مناطقنا وساحلنا،" داعيا القوى الامنية مساعدة البلديات ومؤازرتها في مكافحة هذه التعديات"، مشيرا الى ان شرطة البلديات ليس لها القدرة في مكافحة هذه التعديات"، لافتا الى البلدية تقدمت بشكوى لدى النيابة العام بحق ست شاحنات تمكنا من اخذ ارقامها، وتجري التحقيقات بهذا الامر".
من جهته قال رئيس بلدية الجية الدكتور جورج نادر القزي " الجية تعاني منذ سنوات من هذه المشكلة والبلدية كانت تقدمت منذ سنتين بشكوى ضد احد اصحاب الشاحنات وهو كان يرمي النفايات بوضح النهار، ولكن للاسف لم نصل الى نتيجة"، معتبرا ان هناك تهاون كبير من القضاء بهذا الموضع"، متمنيا "ان يكونوا على محمل الجد اكثر ولا حماية هذا وذاك او التطنيش عنهم فهذا لا يجوز ابداً،" مؤكدا ان هذا ضرر بيئي مستمر ويؤذي السياحة وصحة الناس ويعلم الناس على الفوضى والتجاوزات والمخالفات"، مشددا على ضرورة ان تكون الدولة جدية بهذا الموضوع ومحاسبة الفاعلين والمخالفين واصحاب التعديات وفرض عليهم ترخيصاً محددا لنقل الرميات وبقايا الابنية والفضلات اليه لا ان يكون الامر عشوائي وفضوي على جوانب الطرقات الفرعية وغيرها."
الى ذلك راى رئيس بلدية سبلين محمد خالد قوبر:" ان هذه النفايات التي تنقل من بيروت او من اماكن بعيدة قليلا عن ساحل الشوف، انما هي تنقل عبر الاوتوستراد، وهنا السؤال يطرح نفسه: هذه المسافة التي تمر بها الشاحنات وهي لا تتعدى الاربعين كيلومترا، الا يوجد من يراها؟ لا قوى امن داخلي ولا اي جهة مسؤولة، خاصة وان هذه الشاحنات مخالفة لا سيما في توقيت المرور، ومخالفة بكمية النفايات التي تحملها والغير معروفة الجهة التي حمّلت من عندها"، معتبرا ان العام الماضي شهد مجزرة في منطقة سبلين ذهب ضحيتها طفل وعدد كبير من الماشية كانت متواجدة في ساقية الامطار، وهنا اقول ان هذا العام سنشهد نفس الجريمة لان الناس التي رمت هذه الردميات والنفايات لم تعتقل ولا تحاسب، داعيا الى تحقيق شبكة الصرف الصحي ووصلها بمحطة التكرير في الجية، مطالبا بانزال اشد العقوبات بهؤلاء (اصحاب الشاحنات) وحجز شاحناتهم وايقافهم عن العمل.
وشكر عضو المجلس البلدي في برجا المهندس نشأت حمية الاب القزي على بادرته في محاربة الفساد ورمي النفايات بهذا الكشل العشوائي على الطرقات العامة وفي اقنية المياه الشتوية، مؤكدا ان المعاناة كبيرة، مشيرا الى "ان التعاون القائم بين شرطة البلدية ومخفر برجا تمكن من ايقاف شخص كان يرمي النفايات والردميات في السواقي الشتوية بين جدرا وبرجا، ونحن اليوم بصدد رفع دعوى للنيابة العامة بالتعاون مع البلديات"، داعيا السياسيين واتحاد البلديات الى تقديم كل انواع التعاون، والحفاظ على صورة ومظهر ساحل الاقليم كمنطقة سياحية جاذبة لا تحويلها الى مكب للنفايات والردميات."

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم