الثلاثاء - 30 نيسان 2024

إعلان

تستفزّون "كورونا"، وتنتظرون منها أن تكون عاقلة؟!

المصدر: النهار
كاتيا سعد – باريس
تستفزّون "كورونا"، وتنتظرون منها أن تكون عاقلة؟!
تستفزّون "كورونا"، وتنتظرون منها أن تكون عاقلة؟!
A+ A-

لماذا اشتعل عدّاد كورونا بصورة صاروخية؟ سؤال يحيّر الغالبية، ولكنه لا يشكّل عنصر مفاجأة للبعض. ولكن ما يُلفت انتباهي من يلقي باللوم على الجهات المسؤولة في السلطة، خاصة على وزير الصحة ووزير الداخلية، وينسى أن يلوم المواطن بحدّ ذاته.

أدعوكم إلى التوقّف عن مشاهدة "أخبار كورونا" على التلفاز، وإقفال جهاز الراديو الذي ينقل برامج مع الاختصاصيين حوله، والامتناع قليلاً عن قراءة الصحف التي تقدّم التحاليل والآراء الطبية في هذا المجال ؛ والانتقال إلى تصفّح مواقع التواصل الاجتماعي بشكل عام، وتطبيق "انستغرام" Instagram بشكل خاص (بالتحديد عبر خاصية النقل المباشر والـ story). حينها كونوا على ثقة أنكم ستلقون الجواب عن السؤال: "لماذا تفشّى كورونا من جديد؟".

ما الذي تخفيه تلك التطبيقات ويتسبّب بجذب كورونا؟

هنا تشعر وكأنّ "العالم بألف خير"، وبأنّ كورونا مجرّد "زكام بسيط" لا يجب أن نخاف منه و"لا داعي للهلع". هنا، تخيّم أجواء الصيف والاستمتاع بالبحر: طقوس حمّام الشمس (Bronzage) في أوجها؛ التباعد الاجتماعي معدوم؛ الرقص على الشاطئ على أنغام الموسيقى وأجواء الـClubbing مسيطرة. هنا، تتشارك مع المدعوين سهرات توديع العزوبية، وحفلات الأعراس: التباعد الاجتماعي "طيّ النسيان"، وارتداء القناع الطبي غائب بالتأكيد إلا بنسبة ضئيلة جداً. هنا، الأجواء أيضاً "ولعانة" في بعض المطاعم وأماكن السهر التي تعجّ بالوافدين، ولا مفرّ طبعاً من تدخين الشيشة أو "الأرجيلة". هنا أيضاً، تشاهد القادمين من السفر "غير الملتزمين بقواعد العودة" كيف يُحتفى بهم وزيارات الاستقبال والسياحة الداخلية، مع العلم بالتزام العديد من الزوّار منازلهم. هنا، تشارك البعض في حفلات الشواء Barbecue، الحفلات الغنائية الخاصة، وغيرها من المناسبات الدينية والإجتماعية.

باختصار، جولة سريعة على هذه المواقع تكفي كي نتساءل: ما هو موقع الأزمة الاقتصادية من الإعراب؟ نعم أنا مؤمنة بأنّ لبنان، كان وما يزال وسيبقى، البلد الذي لا يغادر الفرح دياره ولا يستسلم أبناؤه للعتمة. نعم أنا أقدّر بأن علينا تنشيط قطاع السياحة والسهر بشكل خاص، الذي تعتاش من خلاله آلاف العائلات. ولكن المطلوب اليوم جرعة زائدة من الحِكمة، وضبط النفس عن أجواء الصيف والاحتفال، أو على الأقل التقيّد بالمعايير الخاصة التي فرضتها جائحة كورونا، وأهمّها احترام المسافة "الجسدية"، ارتداء القناع، والاحتفال بشكل مصغّر عند الضرورة.

إنّ القيام بزيارة سريعة إلى هذه المواقع، تكشف لنا استهتار البعض ولامبالاتهم بكل حملات التوعية والوقاية للحدّ من انتشار الفيروس. ولا أبالغ قولاً جهل هؤلاء، وإيمانهم بأن تقصير الدولة سبب في ذلك. والحق يُقال، كيف لإجراءات الدولة أن تكون فعّالة، ما دام المواطن غير ملتزم بها وغير مدرك مسؤوليته الفردية؟

اليوم، مهما كانت الإجراءات المتّخذة من قبل الحكومة (إعادة إقفال الأماكن العامة، المسابح، المطاعم، وحتى إقفال المطار)، فهي تحتاج إلى تعاون المواطن بشكل جدّي. شئنا أم أبينا، كورونا ليست لعبة، ونعم لقد خرجت عن السيطرة. ويجب أن ينطبع ذلك في ذاكرتنا، على الأقل الى أن يتمّ إيجاد العلاج الفعّال من لقاح ودواء. من واجبنا أن نحمي أنفسنا من أجلنا ومن أجل سوانا، ومحاولة إيقاف عجلة الموت من فيروس كورونا.

الكلمات الدالة

حمل الآن تطبيق النهار الجديد

للإطلاع على أخر الأخبار والأحداث اليومية في لبنان والعالم